الاثنين، 27 مارس 2023

قلبي لم ينساك بعد بقلم الكاتبة مونيا بنيو منيرة

 قلبي_لم_ينساك_بعد

الحلقة_6_والأخيرة


كان يصلني صدى صوت كأنني في بئر عميقة استيقظتُ على صوت الطبيب وهو يقول لأمجد  بأنني مصابة بجلطة قلبية وأنه معتل للغاية ...


ما كنت أود أن أفتحَ جفناي كي لا أرى نظرة الشفقة في عيون أمجد فكانت  الدموع تبلل المكان وأوّل من رأيته بعد العمليةكان أمجد ؛

تمنيتُ لو كنتُ ميتة وما عشتُ هذه اللحظة ، كنتّ أودُ أن لا أستجيبَ للعلاج في تلك اللحظة وكان مطلبي الوحيد حينها رؤيةَ أولادي  ولكنهم منعوهم عني.. وبينما كنت أتوسّل  الطبيب كي أرى أولادي اقترب  مني أمجد حاملاً دموعَهُ وأخذ يضمني باكياً..


أنا أيضاً كنت أبكي.. أبكي على حالتي المزرية وعلى أولادي من بعدي  .. أبكي أحلامي  التي سجلتها البارحة  لأصل وأكون كاتبةً مشهورة ليلةَ أمس..


لم يكن بكائي ألماً أو وجعاً جسدياً إنما كان  حسرةً على تأخري في اتخاد  القرار المناسب وأيامي التي  ضاعت في الحزن .، والسنينَ التي أضعتها من عمري و لم أستغلها فيما ينفعني  والتي لن تأتي بعد الآن أيامٌ أفضل..


بعد فترة  خرجتُ من المستشفى في حالة صعبة وكم كنت أتمنى الموت على أن أعيش تحت رحمة أمجد وعاجزة فيما تبقى من عمري..


أمّا الأولاد  فهم كانوا سعدأء بلم شملنا أنا و والدهم الذي لم يفارقني منذ عودتي .، وحين خرجتُ من المستشفى إزداد اهتمامه لحالتي ورعايته لي بعد أن رافقني إلى منزلي..


وما أن وصل للمنزل بعد التسوق في اليوم التالي وبدأ بالحديث عن الغد صرختُ به وطردته من منزلي ووجعي يزداد وصراخي يعلو ..، كنت أعلم أنه كان يتمنى عفوي وغفراني قبل  ضعفي الذي غدوت فيه وأنه يساعدني بدافع الحب.!! لكني وفي الوقت نفسه لا أريد أن أكمل طريقي معه رغم عجزي ولا أريد شفقته ولا أريد الحياة مع قاتلي....


ربما لهذا السبب ولأسباب عديدة طردته.؛ طردته وهو يتوسّلني  للبقاء.، طردته لأنني  أكره حبه الذي دمّرني.


خرج من منزلي وهو منكسر يحتضن حسرته و دموعه المتحجرة.، أما أنا فقد ارتحت  وقررت أن أرتاح حقاً.، فتوجهت   إلى غرفتي وجلست أُدوّن مذكّراتي

وكل ما وصلت إليه وأسكب كل آلامي  التي تعبت اناملي من رسمها...،


وبعد  أن سكبت كل ما يخنق روحي

وبعض وصايايَ لي صغيري وبعد نصف ساعة  وتحديداً بعدما أن انتهيت من كلماتي الأخيرة وأغلقتُ دفتر مذكراتي توجّهت إلى سريري وأخذتُ نفساً عميقاً وبدأتُ اتأمل كل ما حولي واستعيد شريط  حياتي ..

كأنني أودع كل شيء لكنني توضأت وصليت وكان في صلاتي خشوع غريب أحسست بسكينه لم أألفها من قبل

وأتممتُ قراءتي لبعض آيات القرآن الكريم 

وتسليم أمري لخالقي ليتولى امري

 قُرع جرسُ منزلي.، فتوجهت نحو الباب لأفتحه فإذا بي أجده إنه أمجد  أحضر كل ما يشتهيه قلبي مع حقائبه

ووقف عند عتبة الباب..


أخبرني  أنه سيعيش معي كصديقين فقط  رغماً عن أنفي..،لرعاية الأطفال وسيتحمل كل شيء وسيكون خادمي كان قويّا جداً وكنت ضعيفةً جداً ..


صارعنا الحياة وعشنا معاً الحياة كلها صراعاتٍ وعذاباتٍ و مراراً.. كان يحتويني  وكان بارعاً في لملمتي أحياناً و في بث الأمل في قلبي للحظات ٍ ، لكني كنت وحيدة رغم وجوده معي لم يستطع انتشالي من مستنقع اليأس ولم استطع أن أعيده إلى قلبي 

كنت بعيدةً وفي النهاية عجزت عن الشُفاء من عودة قلبي كما كان  من عجزي الذي قال عنه الأطباء أنه مستحيل الشفاء

ومن عيش تلك المشاعر التي فتقدتها 

ورحلت بعد عناءٍ من الصراع النفسي والجسدي  آملة أن يعوضني الله بمن يستحق قلبي في الآخره..


تمت بعون الله 

الحمد الله

الكاتبة_مونيا_بنيو_منيرة


قلبي لم ينساك بعد بقلم مونيا بنيو منيرة


 قلبي_لم_ينساك_بعد

الحلقة_5


خرجتُ من المقهى  بعد أن أيقظَ كل أوجاعي وأخرجتُ البعض منها ..


حتى أنني شعرتُ بشيءٍ من الراحة بعد المواجهة  وكأنني بدأت أتحرر من سجن ٍ اسمه امجد  الذي صنعته أنا بنفسي..


وصلتُ إلى البيت وعدت حوالي الخامسة  مساءً..،

دخلت غرفتي   ثم جلستُ أكتبُ ماوصلتُ إليه من حب لنفسي..

وكان أمجد هو نقطة ضعفي

وأول مصارحة مع نفسي


أنهيت كتابة مذكّراتي وخلدت للنوم بعد أن رميتُ كل ما يتعبني على الورق ..

وكان ذلك جزءاً من التفريغ والعلاج  الذى كثيرا ماحدثتني عنه الطبيبة  وهل

ستزول الأوجاع دون الإرادة والتحدّي..


أشرقتْ شمسُ الصباح لتهنئني على إزاحة الستائر التي حجبت عني النور لسنواتٍ عِدّة وتُخبرني بأنّ الحياة ما زالت جميلةً رغمَ الحزن..


خرجتُ من المنزلي مشرقةً كشمس الصباح والابتسامة ترتسمُ فوق ثغري حقيقيةً هذه المرّة..


كنت أنوي أن أخبر الجميع انني تصالحتُ مع نفسي وتعرفت عليها بل إني أعشقها  و فورَ وصولي للعمل كنت مبتهجة ..

وكم كنت شديد الرغبة في  رؤية الطبيبة لأرى ماستقوله في إنجازي بعد أن أعرض عليها نتائج ما أشعر به..، أراهنُ بأنها ستشجعني على  قراري الذي انتظرته طويلاً..


كنتُ أمشي وأنا  أتذكر كلامها انفصلي كلياً وعيشي حياتك

 فالحياة لا تتوقف عند أحدٍ

 أو سامحيه فمن يحب يغفر 

كلماتها سكنت عقلي و ذلك المشهد الذي يتكرر كل مرة من جميل حديثها ..، وبين ابتساماتٍ الانتصار  العفويّة  سمعتُ أصواتَ زميلاتي  لأجد نفسي

منسجمةً معهم في الحديث وضاحكةً و لأجد ضربات قلبي تتسارعُ وبعض الوجع مع ضيق في التنفس لأرحل في غيبوبةٍ  و نوم ٍ عميق..


الحياةُ مفاجأة ولا تكتمل مع أحد

رغم أني أؤمن بأن كل ماهو من الله خير و سعيدة  بالقضاء والقدر إلا أنني تذكرت  أن فرحتي لم تكتمل يوماً..


دخلتُ في عالم اللاوعي وفي غيبوبةٍ مؤقتة بينما وصلتْ سيارةُ الإسعاف وحملتني لقسم الطوارىء ... 

ما الذي سيحدث لأولادي من بعدي بعد ما أصبحت أنا 

حان أجلي  بعد  أن حزمت أمري لأكونَ عن عشرة  أمهات وعشرة آباء في انٍ واحدٍ أصبحتُ اليوم كأنني في عِداد الأموات ...


مونيا_بنيو_منيرة 


يتبع..

السبت، 25 مارس 2023

قلبي لم ينساك بعد بقلم مونيا بنيو منيرة

 قلبي_لم_ينساك_بعد

الحلقة_4


أرسل لي  أمجد بأنه يرغب في التحدّث إلي فأرسلتُ له الا يعيد هذا الطلب  برغم من لومي لنفسي  كوني تركت أولادي دون أب ٍ  لكنني لم أحرمهم إيّاه بل أبعدتهم عن أخطائه 

كانَ جوابي قاطعاً من دون أن أفكرَ أو أترددَ

إلا أنني وجدته أمامي في مكتبي

وكم كان وقحاً و جريئاً يومها حينَ اقتربَ منّي وهمسَ لي ههي معي ودون مقاومة ووضع يده في يدي  فوضعتُ ساعدي الأيمن على  الحائط محاولةً إزاحتَهُ  وتلوّن وجهي بكل الألوان  وعلاه  الشّحوب لأنظرَ إليه تلكَ النظرة التي يكرهها.. "نظرة الاشمئزاز والتقزز"..


وكم كنتُ ضعيفةً في مقاومة رجل ٍ شرس ٍ هائج

 فقبلت أخيراً دعوته على فنجانٍ من القهوة في المقهى المجاور للمدرسة مع بعض النظرات التي كانت تؤلمني .


خرجنا معاً من المدرسة وكانَ كلام الحسرة  رفيقَنا الثّالث طوالَ الطريق ، ومن عساهُ يُرافقنا  غير الندمِ و مصيرِ الأولاد المجهول..


وصلنا إلى ذلكَ المقهى  العصري الذي زاد في توتري  لعرضُه أغنية  ل "كارول جاي" تطلب مني أن أضمك "


وجلسنا على طاولةٍ عصرية ذات طابعٍ فاخرٍ  مُنزَوية في عُمقِ ذلك المكان حيثُ كانت  الإنارةُ بألوان تتراقص ..، ثمّ أشار للنادل وطلب منهُ إحضار كوبين من القهوة .. وكأنّه كان على علم بما أرغب ويدرك مضمون كلامي الذي لم يسمع منه حرفاً .

 كان يدرك بأنّ حديثنا سيكونُ  ساخناً مُرَّاً لا طائلَ منه .. 


وضعوا أمامنا فنجانَي القهوة

وأمسكَ فورها بيدي ليخرجني عن صمتي  فقلت : لماذا لم تيأس بعد وتكفَّ عن حرق دمي في كل مرةٍ ؛ ابتعدْ عن حياتي و اخرج منها ، ثم أمسكتُ بفنجان القهوة المرة وراتشفت منه 

كنت أحدق به وأنا واثقة أنه لايملك إجابة وأنه سيكتفي بالصراخ أو التحديق بكل لهفةٍ ورافةٍ وعصبية

ثم أجاب قائلاً : لقد أخطأتُ ولايمكنني أن أستمرَّ بدونك وبدون الأولاد ..

فأنا احبك ِ

ثم أجبت : تحبني؟؟ تحبني ؟!؟!

لا أعلمُ كيف كنتُ أدندنها بضحكةٍ هستيريةٍ وكيف امتزجتِ الدموع بالضحكِ .. بالصراخ .. وبالغناء 

هل مازلتُ أحبه أم شفقة على قلبي الذي أحبه أم إنها حاجتي لحبه

ماكان بوسعي أن أحلل كل  مايحدث معي وقد قلبت كل ماكان أمامي لأهربَ من ذاك الحب الذي سيجعل كرامتي في الأرض و الذي يدّعيه

لكنه وقف يناديني بأعلى صوته 

سامحيني إني أحبك وجعل كل الجالسين يلتفونَ لكل ذلك الصراخ 


فماكان بوسعي إلا أن عدتُ أدراجي  

وأدركتُ أنه لا فرارَ من الموقف

فأجبته بصوت عالٍ :

أخرج من حياتي يا أمجد فأنت عدوي اللدود .


كان ينظرُ لي بعينين يملؤهما الدمع وهو يقول : أنتِ تحبينني ولن تكوني لغيري ولن تستطيعي العيش من دوني كما لا أستطيع العيش من دونك ... 


عمّ الصمتُ حديثنا.. وأكملت الدموع ما تبقّى من كلام

 واستمرت كارول بالغناء "حَ خونك وأجعل الدمع يحرق عيونك "


وكأنّها كانت ترد عليه

كانت تصف له حرقة قلبي وتأكد له اني سأتجاوز كل هذا وسأكمل حياتي بدونه . فمن أنت يا أمجد

فحتى لوكنت وشماً سأقتلعك ..


مونيا بنيو منيرة 


يتبع.


الخميس، 23 مارس 2023

قلبي لم ينساك بعد بقلم مونيا بنيو منيرة

 قلبي_لم_ينساك_بعد 

الحلقة_3


تابعتُ قراءة القرآن والصلاة لوقتٍ متأخر حتى استعدتُ توازني

خاصةً وأني لا أؤمن بهذه الأوهام   ولا أخاف  بعد أن أحصّنَ نفسي بالأذكار وأشحن روحي باليقين التام بالله.....فمن الحب ماقتل . 


في صباح اليوم التالي لم أكن النسخة المزيفة كما عهدني الجميع  بل خرجتُ للعمل  وعلى غير عادتي و أناقتي المعتادة  فلم أرسم ملامحي ولم أكن مبتسمة مريحة 

فقد عرّيتُ روحي من كل الأقنعة.. 


ربما حان الوقت لأتصالحَ مع نفسي  وأتخلصَ من تقمّصي الدائم لدور المتفائلة ببراعة تامة

ولكن لابد لليل أن ينحلي وتشرق الشمس لتكشف كل الظلام  .


وصلت للمدرسة متأخرةً شاردة 

استغربَ الجميع تأخري

وتساءلوا  عن سبب إغلاق باب مكتبي راجين من الله أن يكون السبب خيراً 


لا أعلم لما اتخذتُ قراري أن لا أكترث

لأحد فلن أكلف نفسي فوق طاقتها

ربما كلام الطبيبة لعب دوره كما يجب

عليَّ أن أحب نفسي واغدقها بما تحتاج فأملأ كأسي قبل كؤوس الآخرين 

وأتعرف عليها  وليسقط قناعي 

وماذا لو تضعفني الظروف"


كان كل شيء واضحاً   في ذلك اليوم حتى إني أحسست براحة

لقد أنزلت كل تلك الحمولة الثقيلة من على ظهري لقد خرجت للعالم بانهزامي 

وتخلصت من عقدة نظرات الآخرين فقد أصبحت متصالحةً مع نفسي وهذه أول خطوة لنجاحي

 بدأت أعترف بالضعف الذي أنا فيه من غير خجل..


ولكني بحق كنت خائفة أن ألتقي بأمجدَ  صدفةً وأنا بكامل ضعفي وانهزامي .. 

لقد ظنني لسنة كاملة وكل من حولي رمزاً لتخطي كل الصعاب ومنبعاً  للتفاؤل والأمل

 تساءلت هل سيحترمني الجميع  بضعفي.. وكذلك  كل من أحبوني بابتسامتي وقوتي التى أتصنعها بزيف.. وكان القرار نابعاً من رغبةٍ في مواجهة العالم بعيداً عن النفاق

 لأن المواجهة  السبيل للتصالح مع حقيقتي

وهل حقاً سيبتعد عني أحبتي لو كسرت كل أقنعني  ..


باشرت عملي في مكتبي  بعبوس وشرود  هاربةً  من أعين الناظرين ثم انهمكتُ في كتابة اعتراف صريح 

من أنا

 كنت أجيب بكل صراحة 

أردت أن أتعرف على نفسي لأحبها 

كيف أحب شخصاً دون أتعرف إليه.. 


مضى الوقت سريعاً  في ذلك اليوم فكنت أغوص أكثر في حقيقتي 

أنغمس أكثر في تحليل ما أحب وما أكره

 أراقب الساعة  في يدي وكأنني أريد للوقت أن يقف

لأتعرف أكثر على  عالمي.. 


وقبل انتهاء وقت العمل  سمعتُ أصواتَ الزملاء والزميلات   تناديني  بينما كنت أخفي وجهي بين أوراقي  وكم كنت أتضرع لله بأن ينقذني و أواجه الجميع بانهزامي  لأجد في أعينهم كل الحب لحقيقتي

 الساطعة.


مونيا بنيو منيرة 

.


يتبع..


الأربعاء، 22 مارس 2023

قلبي لم ينساك بعد بقلم مونيا مونيابنيو منيرة

 قلبي_لم_نساك_بعد


 الحلقة_2


 وعدت نفسي بتجاوزه...

فقد انصرف  ولم يحن قلبي

لبشاعة  مااقترفت يداه.....

لقد كان قبل سنتين  حنوناً رحيماً رغم  طابعه الفضولي والفوضوي  وكانت لهفتي عليه كالطفلة المتعلقة بدميتها

ولطف معاملته أنساني يتمي فكان كأبي وأمي وأخي وعشيرتي ، أنساني كل العذابات كنت أصنفه من الملائكة لما رأيت من مواقفه النبيلة..

كان منزعجاً لما لمح من تغير وشحوب علي هذه المرة  وبينما كاد أن ينصرف جلس أمامي محدقاً بي  وكأنما ملامحه تقول لي أريد منك ذلك الوعد الذي كان بيننا.. دون حياء أما أنا فأخذت نفساً عميقاً

وتأففت وانصرفت ...وتساءلت كيف يفكر  بعض الرجال 

قلت لنفسي وجردتها من قناع الكبر منذ زمن بعيد لم أشعر باليتم بالدرجة التي افترقنا فيها  ..

وبعد سنة من الصراع حاولت بكل الطرق أن أقتلعه من روحي دون جدوى  أغضب  واكسر كل ما أجده أمامي حين يتكلم أحد معي في موضوعه وما يكون مني إلا الابتعاد عن الجميع بما فيهم قلبي المتعلق به رغم شناعة ما اقترف..

كانت التساؤلات كثيرة 

 والأطباء كثر فكنت اطلب إخراجه من روحي قبل حياتي أجلس أمام طبيبتي وانا أتحدث

كنت أرتجف لذلك الأمر الذي يظهر توتري وحزني الدفين  ..

 لم يكن بوسعي النظر الي عينيه

لأن  الدموع تسبق كلامي

 إلا أنها في النهاية واجهتني  بنفسي و أطلقت صرختها : إنك لم تتجاوزيه بعد.

خرجت  من العيادة  بعدما وعدت طبيبتي بأنني سأتغير ولا أدري أي تغير كنت اهذي به أمامها بعد أن التهم حبه كل خلية من خلايا روحي لقد ارتدى كياني بأكمله.. 

وفي تلك الليلة زارني في الحلم وكان يناديني و كان وجهه كالقمر في ذلك الثوب الداكن وكان الحزن واضحاً في ملامحه ..


اقترب منى فأخذت أبتعد حاول

الاقتراب أكثر لكني كنت أركض   وأبتعد وابتعد حتى انتهى الحلم..


استيقظت متعبةً من الحلم 

كأنني كنت أركض فعلا. ً

العرقُ يتصبب مني بغزارة

وتوجهت نحو المغسلة لأتوضأ

وأغسل وجهي وأنظر إلى ملامحي الشاحبة في المرآة التي  أمامي لأجد في انعكاسها  طيفَ امرأةٍ سوداءَ تمد يديها نحوي.. 


ذُهلتُ من هذا المنظر واتجهت لتفسير مايحدث فازداد خوفي ..

امتلأ قلبي  بالرعب إلى أنني اتجهت لأخد المصحف لأرتل بعضاً من آيات سورة البقرة التي تطرد الجنّ والشياطين ولتسكن روحي..


مونيا_بنيو_منيرة 

يتبع


الثلاثاء، 21 مارس 2023

قلبي لم ينساك بعد بقلم مونيا بنيو منيرة

 قلبي_لم_ينساك_بعد


الحلقة الأولى


.. بعد فاجعة الخيانة المروعة التى حدثت منذ سنة ؛ تعيش السيدة  الجميلة وصغارها حياةً هادئة گأنها استعادت الأمان و اصبحت ممتلئةً بتحد ٍّ غريب ....

تعجّب الجميع من هذا التجلّد ظناً منهم أنها استعادت عافيتها


إنها قصةٌ من الواقع الذي نحياه 

تترك بصمةً لا تزول وتؤكد أنه لن يسلم أحدٌ من الألم


تقول : كنت كعادتي لا تفوتني الركعتين قبل الفجر فأمسكت المصحف وقرأت وردي اليومي لأتم بعدها صلاة الفجر.


ولم أقم عن سجادتي إلا بعد أن أتممت كل الأذكار والتسابيح

ولم ألحظ الوقت إلا بعد أن دخلت أشعة الشمس الذهبية إلى غرفتي

 وبعد ماانتهيتُ وسكنت روحي 

اتجهت لغرفتي .


وكالعادة كانت هناك وحشةً غريبة 

كان صدى صوته وهمساته

ورائحة عطره وساعته على الطاولة

ارتديتُ ملابسي  وحذائي واتجهتُ كعادتي للمطبخ لأتناول قهوتي

فرأيتُ كأسه  ولوحاته التي تملأ المكان حزينةً مغبرة كأنها تنعي غيابه.


وتترقب لمسات أنامله لتلمعها

رتّبت نفسي وبالغت في أناقتي ووضعت بعض المرطبات 

لأبرزَ ملامحي الجذابة 

واستودعت صغاري عند جارتي 

وتوجّهتُ كأنني عاصفة من الأمل... 

كنت أرسم ابتسامةً لطيفة 

وأترك انطباعاً بتحيتي الصباحية المريحة لكل من أعرفهم في طريقي إلى العمل  إنني في قمة سعادتي

وكعادتي كنت أول من يفتح المدرسة ويرتّب أعماله .


حضّرتُ الدرسَ و الصور والأوراق المطلوبة وجلست مع الحاسوب أجهّز بعضَ الواحبات

وكالعادة  يمتلىءُ مكتبي بكل الزملاء والزميلات ويتنافسون  لتحيتي والاطمئنان علي

 

و كعادتي بادرتهم بابتسامة لطيفة 

كانت الشهور  تسابق بعضها 

وكنت مدججة بالتحدي وبارعة في رسم السعادة


كان كل شيء يسير بتقدير ٍ من الله ويسير على نفس الوتيرة

حتى أمسية البارحة فكانت

متعبة مرعبة .


في حين كنت قد أنهيت مهامي 

وحاولت كتابة شيء. 

قرع الباب تلاه قرع متواصل كان الوقت متأخراً تنقطع الأصوات إنه صوت مألوف ينادي باسمي ...


 كنت مرعوبةً وتجاهلت الأمر لكن صدى الصوت يتعالى شيئا فشيئا 

كانت ضربات قلبي تتسارع إنه هو أجل كأن الله أعاد أيامي الجميلة

توهّمت للحظات أن زوجي  على الباب وأن الله رأف لحالي

 

لكنني صدمت أكثر بطيف ذكوري لم أتمكن من معرفة ملامحه ؛ ولطالما كنت أعتقد أن روحه التي  تخاف علي ولا تنام دون أن تكتحل بسكينةِ روحي .


تحوم من حولي في كل حين

 أجل إنه هو.


إنه هو فعلاً لست واهمة

 لكنني صُدمت ولم اتمكن من معرفته إلا من خلال صوته


كان هائجاً لدرجةِ الدخول من دون أن أسمح له باحثاً عن الأولاد

 حتّى صدمَ  بالخراب الذي آل إليه المكان


تجمدتُ في مكاني فقد كان أشبه بهيكل عظمي كنت أمعن النظر إليه وأتمتم ببعض الآيات القرآنية. 

اتجه مسرعاً و أيقظ الأولاد في غير وقت استيقاظهم و كان يضم البنت يليها الولد


 ويفرش كل الأشياء التي احضرها

انكشفت مسرحية الرجولة 

التي مثلها طويلاً وأوّل كلمةٍ قالها لي بعدَ صمتٍ دام طويلاً " لم  ولن أتجاوز الأمر بعد"؟؟؟!!

أحاول عبثا 

رأيت كل صور الماضي  التى خزنها عقلي الباطن تملأ روحي و المكان مع لهفته التى أصبحت أراها مصطنعة أمعن النظر  بتلون ملامحي وشحوبها  ..،


حاولت طرده  من عالمي مراراً حبي له كان اكبر من جريمته

كلماتي القاسية تزلزل روحه

 فأخذ يحاول معي  وهو شبهُ باكٍ 


في تلك الليلة  بكيت كثيراً لست أدري ..على نفسي أم على ما آل إليه الوضع أم عن ما أصبحنا عليه

أخد بعض حاجياته ... وكتبه

و بعدَ بكائي كالطفلِ الذي فقد امه وعدتُ نفسي بأنني  سأتجاوز هذا.. 


يتبع.

مونيا_بنيو_منيرة


الأحد، 19 مارس 2023

اب_بلا_قلب بقلم مونيا بنيو منيرة

 أب -بلا_ قلب

كانت الساعة الثامنة ليلاً

دخل الأب الى البيت يتنقل بين الغرف بنظراته القاسية 

وشعره المرتب وسيجارته المعتادة 

وكانت زوجته قد استسلمت للنوم بعد نهار شاق وكانت ابنته الشابة الجميلة قد انتهت من تنظيف المطبخ واستلقت لتقرأ قصصها

وكان بقية الاولاد مستغرقين في حل واجباتهم المدرسية

 صرخ بأعلى صوته : ليجتمع الجميع 

لا أريد التأخير لقد اتخدت قراري

لن أتراجع على الإطلاق إنه قرار

لا رجعة فيه

ضحك وهو يدخن سيجارته بشراهة وارتمى على الأريكة وقد غمره إحساس بالكبر والغطرسة

إلى درجة أنه غير نبرة صوته وطريقة نفخه لدخان سيجارتة مع دندنة غريبة

إنني في حلم لقد قفزت قفزة عملاقة إنها فرصة العمر 

هرولت ابنته الشابةا ناسيةً نفسها واقتربت أكثر منه دون خوف

واتجه الإخوة جميعهم نحوه

: ماذا يحدث معك  ماالجديد  

لم نراك هكذا منذ فترة

: هذا لاني وضعت رجلي على أول طريق للتغيير  يا زوجتي

هل تعلمون أن الجميع يحسدني الآن كل من يعرفني وكان ينتظر اندثاري حتى اليوم

كان الجميع ينتظر أن اننتهي وأن أصبح من المتسولين

أما الآن فإن الجميع سيصطدم من هدايا القدر 

واتجه الى المطبخ ليحضر كوب ماء تم جلس

إنكم بعيدين جداً عن صعوبة الحياة لاتعلموا مقدار ما أبذله من جهد لأوفر لكم لقمة العيش

ولم أطلعكم يوما على الإفلاس الذي كنت أتصارع معه

ولا أخفي عليكم لقد فتح لي باب من ابواب الخير 

وفرصة لنصل ونكون من الأثرياء

: ماذا تعني ؟ وكيف ؟

تغير وجه الزوجه  وأشرق بالبهجة

ونظرت الفتاة لأمها وإخوتها يتبادلون ابتسامات ملؤها الفرح

: أجل أعطيت كلمتي

والآن ابنتنا ستكون زوجة إبن أغنى  رجل في المدينة

الكل يعرف بمكانتنا اليوم 

إفرحي يا ابنتي زغردي يازوجتي

انشروا الخبر بقدر استطاعتكم

أخرج من جيبه عقد عمل  مدفوع الأجر لمدة سنة

وأعطاها لابنته وهي في كامل ذهولها وصمتها وأشار الى إمضائه

: إقرئيها

تمعنت الابنة وقرأتها بتأني

: اقرئيها جيدا

ونظرت الزوجة الى ابنتها وضمتها  مع حزن عميق

ثم بدأت الزوجة تقرأ بتأني

لقد تم عقد عمل مدفوع الأجر لمدة سنة بموجب اتفاق مسبق 

: أتمي القراءة أتمي

لقد زوج ابنته الشابة غيابياً وهو في كامل قواه العقلية

حيث تنازل الاب الثري بكل املاك ابنه المعاق لزوجته المستقبلية وذلك في يوم الواحد من يناير بتعهد من طرف الأب والابنة الاعتناء بالزوج المعاق طيلة حياته

وكل املاك يا ابنتي واصلي القراءة

وأن تكون زوجة مطيعة وألا ترفض له طلبا

: هل اطلعتم على كل شيء الآن؟

إنكم ترون إذاً اننا الآن من اغنى الأسر في المدينه والكل يعرف هذا 

إننا من وجهاء البلد

أمسك الأب بالعقد ووضعه في جيبه

سأسارع الان لأطبع العديد من الدعوات للفرح

سوف أسرع لننتقل قريبا إلى القصر

وضع الأب سيجارته في فمه 

وانطلق إلى إتمام مراسم الفرح 

يرافقه إحساس بالغطرسة والكبر مع الفرحة 

تاركاً ابنته تصارع الصدمة التي أفقدتها عقلها

الكاتبة مونيا_بنيو منيرة


_منيرة 



الثلاثاء، 14 مارس 2023

اختي_ لم _تمت_ بعد بقلم الكاتبة مونيا بنيو منيرة

 اختي_لم_تمت_بعد الحلقة_السابعة_الاخيرة


كان أبي من عبدة الشيطان وكما أخبرتني عمتي أنه قد قدم أختَه الصُغرى كأُضحية للشيطان.. أتذكر مرة أنني سألته عن عائلته وقال لي أنهم قد تُوفوا إثر حادث سير..، لقد كذب أبي عليّ وعلى أمي وعلى الجميع..


وأخبرتني عمتي أن روح أختي ستظل مسجونةً في ذلك القبو الى أن نضحي بدماء أحدهم بدلاً منها..


خرجت من منزل عمتي وكانت الشمس تلوح في الأفق البعيد وتوجهت مسرعاً نحو منزلي القديم لأنقذ صديقتي ريتا من روح أختي التي تتمثل بجسدها..


وصلت المنزل مع غروب شمس ذلك اليوم وبدأت أقرع الباب بطريقة همجية وأنا أنادي عليها بصوت مرتفع.. 


فتحت ريتا الباب وقبل أن تنطق بحرف واحد أمسكتُ بيدها وأخذتها من المنزل..


ذهبنا الى أحد فنادق المدينة وهنالك بدأت أسرد لصديقتي ريتا كل ما يحدث..


وفي مساء ذلك اليوم اتصلتُ بوالدي وطلبت منه المجيء الى المدينة بحجّة أنني قد تعرضت لحادثٍ أليم وطلبتُ منه أيضاً عدمَ اخبار أمي كي لا تقلق علي..، وكانت غايتي الوحيدة من طلبي هي الإنتقام من أبي كي ترتاح روح أختي الصغيرة..


في صباح اليوم التالي خرجنا من الفندق وذهبنا الى منزلي القديم..، كنت قد خططت لكل شيء برفقة صديقتي ريتا التي وضعت بعضاً من الشاش الطبّي حول رأسي وجلسنا ننتظر قدوم أبي الى ذلك المنزل..


كانت الساعة تقارب الواحدة بعد الظهر حين وصل أبي للمنزل حيث نزلت ريتا وفتحت له باب المنزل وبعد أن القى التحية على ريتا صعدَ أبي لغرفتي وحاولَ التخفيف عني..

كنت أعلم أنه سيدخل الى ذلك القبو وخاصةً بعد أن يُلاحظَ بابهُ المفتوح..، استأذن مني والدي قائلاً لي ولصديقتي ريتا بأن نُجهّزَ أمتعتنا للرحيل..، ثم تركنا في الغرفة ونزل ليتفقد القبو..


أما أنا فلحقت به ممسكاً بعصاً خشبية متينة وقمت بضربه من الخلف على رأسه وألقيته داخل القبو حتى ينال شرّ أعماله الشيطانية..


كنت أسمع صوتَ جسده الذي يرتطم بجدران ذلك القبو المخيف وكأن الشياطين تلعب بجسده كما يلعب الأطفال بالكرة المطاطية.. بكيت كثيراً في ذلك اليوم.. بكيت على أختي وعمتي اللواتي ضحّى بهنّ أبي للشيطان الذي يعبده وبكيت حتى على أبي الذي أسمع صوت تحطّم عظامه داخل القبو..


وها أنا الآن أُتمّ عقدي الواحد والعشرين من السجن وكأنني أدفع ثمن جرائم أبي وشياطينه اللعينة وهل يفنى الأمل من غد أفضل..!


تمت بعون الله تعالى..

الحمد الله

الكاتبة مونيا بنيو منيرة


اختي _لم _تمت_ بعد الرواية بكل الاجزاء بقلم الكاتبة_مونيا_بنيو_منيرة

 اختي_لم_تمت_بعد

اختي_لم_تمت_بعد الحلقة_الأولى


تخبرني أختي كل ليلة

بأن هناك صوتاً يصدرُ من القبو وتطلب مني النزول إليه..

يبدو طلباً عادياً لو لم تكن أختي ميتة..


بدأت القصة حين كنا أطفالاً نلهو ونلعب ونركض في أرجاء المنزل.. وفي تلك الليلة كنا نلعب لعبة الاختباء وكان دوري حينها في العد التنازلي لتركض أختي من الغرفة وتختبىء في المدخل السفلي الخاص بالقبو..


كان مخبأً سهل الاكتشاف فلم أجد صعوبةً في إيجادها ولكنني حين وجدتها واقتربت منها لأعلن لها فوزي في اللعبة نظرت لي وهي شبه باكية وأخبرتني بأن هنالك صوتاً يناديها صادرٌ من القبو الذي خلفها..


في البداية ظننتها تتهرب من خسارتها في اللعبة فتركتها عند الدرج وصعدتُ الى الغرفة العلوية لأشاهد أفلام الكرتون..


وكانت أمي حينها تُعدّ العشاء ولمّا فرغت من إعداده صعدت أمي للغرفة وأخبرتني بأن أنزل لتناول العشاء..، ثم سألتني عن أختي الصغيرة فأخبرتها بأنني تركتها عند مدخل القبو..


كل شيء كان طبيعاً في ذلك اليوم عدا صرخة أمي التي هزّت أركان المنزل..، ركضت الى القبو حيث سمعتُ صُراخ أمي لأجد أختي الصغيرة مرمية على الأرض وسط دمائها..


بعد قليلٍ من الوقت جاءت سيارات الشرطة والإسعاف الى المنزل وقاموا بوضع غطاءٍ أبيض اللون فوق أختي..،

 لم أكن أدري حينها ما معنى أن يموت الشخص فاقتربت من رجال الإسعاف الذين وضعوا أختي على النقالة وقلت لهم بأن أمي ستغضب لو خرجت أختي من المنزل من دون أن تستأذنها في الخروج.. فرمقني الرجل بنظرات من العطف والشفقة.. 


لم يعثر رجال الشرطة على أي دليل يبيّن هوية الفاعل أما تقرير الطبيب الشرعي يقول بأن سبب الموت هو نزيف داخلي ناتجٌ عن ضربات قوية في جميع انحاء جسد الضحية..


كانت جدران القبو مليئةً بدماء أختي وكأنّ أحداً ما أمسكها من قدمها وبدأ يرطمها بتلك الجدران بطريقةٍ وحشيّة أو أنها كانت تُقذف من جدارٍ لآخر حتى تكسّرت أضلاعها الرقيقة..


اسمي هو "جون".، أبلغ من العمر تسع عشرة سنة وأقطن في مقاطعة دالاس الحاصلة في ولاية تكساس..،

لكن بعد موت أختي بتلك الطريقة البشعة انتقلنا للعيش في مدينة هيوستن والتي تبعد عن منزلنا القديم مسافة 200 k.m


الكاتبة  مونيا بنيو منيرة

 #الحلقة_الثانية


في الصيف الماضي تشاجرت مع عائلتي وخرجت من المنزل غاضباً فذهبت للنوم في منزل صديقتي ريتا..

"ريتا" هي صديقتي المقربة وهي الفتاة التي أحبها أيضاً..، أظن بأننا سنصبح عائلة لطيفة ذات يوم..


قضيت بضعة أيام في منزل ريتا وفي اليوم الخامس اقترحت عليها بأن ننتقل للعيش في مقاطعة دالاس حيث يقع منزلنا القديم..


كنت قد سرقت مفتاح المنزل من خزانة أبي قبل خروجي من المنزل..، وما لبثت يومي الخامس في منزل ريتا حتى ركبنا السيارة وخرجنا الى مقاطعة دالاس قاصدين منزلي القديم..


وصلنا للمنزل في منتصف ليلِ ذلك اليوم الحافل حيث كنا منهكين من عناء السفر فدخلنا غرفتي القديمة في الطابق العلوي وغرقنا في نومٍ عميق..


كنت نائماً حين سمعت همساً في أذني يقول: انزل الى القبو يا جون.. أسرع يا جون.. انقذني يا جون..

وكان ذلك الهمس يشبه صوت أختي التي قُتلت منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة عدا أن صوتها كان عميقاً وكأنه يصدر من داخل كهف ما..


في الثالثة فجراً استيقظت إثر الرياح القوية التي تدخل من النافذة رغم يقيني بأن النافذة كانت مغلقة قبل نومنا..، ولكني نسيت أمر النافذة حين رأيت صديقتي ريتا تجلس على السرير وتنظر لي من غير حدقات..، فكانت عيناها بيضاء اللون لا أحداق بداخلها..


اقشعر جسمي من هول ما رأيت وبدأت أصرخ بهستيرية حتى أغمي علي..


في صباح اليوم التالي أيقظتني ريتا بعد أن أعدّت كوبين من القهوة..، فتحت جُفناي ونظرت للنافذة فكانت مغلقة كما كانت.، ثم أمعنت النظر في ريتا فكانت طبيعية جداً..


فقلت في نفسي ربما ما رأيته في الليل كان مجرد كوابيس لا حقيقة لها وليتها كانت كذلك..!


نهظت من الفراش ونزلت الى المطبخ حيث تنتظرني ريتا على الطاولة لنحتسي القهوة..

كان كل شيء طبيعياً في وضح النهار حيث قضينا النهار كله بتنظيف المنزل واعادة ترتيبه..، أما القبو فكان مقفلاً بإحكام فلم ندخل إليه..


ريتا لم تكن تعلم بقصّة أختي التي ماتت في ذلك القبو وأنا لم اشأ اخبارها بالأمر كي لا تشعر بالخوف الذي اشعر به في داخلي..


 الكاتبة مونيا بنيو منيرة 


يتبع..

اختي_لم_تمت_بعد #الحلقة_الثالثة


غابت شمس ذلك اليوم مع ألحانِ الموسيقى البرازيلية التي وضعتها ريتا على مكبرات الصوت وبدأنا نتراقص على تلك الألحان كعصفورين يملؤهما الحب..


في تمام الساعة العاشرة مساءاً استأذنت من ريتا المنغمسة في مشاهدة الأفلام في غرفة المعيشة وصعدت الى غرفتي لأنال قسطاً من الراحة..


كنت متعباً جداً تلك الليلة فما أن استلقيت على السرير حتى أغمضت عيني وخلدت في نومٍ عميق..


في منتصف الليل وتحديداً حين دقّت ساعة الصفر سمعت ذلك الصوت يناديني من الأسفل ولكنه لم يكن حلماً هذه المرة..، كان الصوت يشبه صوت صديقتي ريتا ولكنه عميق جداً وكأنه صادرٌ من كهفٍ ما..


نهظت من الفراش متتبعا النداء الذي يقول: انزل الى القبو يا جون.. أسرع يا جون.. انقذني يا جون..

كنت أنزل عن الدرج وجسدي يرتعش خوفاً وكانت عيناي تكادان تنبثقان من شدة التحديق حولي وكم كنت أتمنى بأن ريتا تمازحني لا أكثر..


وصلت الى غرفة المعيشة حيث كانت ريتا تشاهد التلفاز لكني لم أرَها هناك..، ثم تابعت سيري نحو مصدر الصوت حتى وصلت الى مدخل ذلك القبو المخيف..


في البداية لم أجرؤ على النزول نحو القبو بل كنت أكتفي بالنظر إلى بابه الذي كان مفتوحاً بعض الشيء ولكني تغلبت على خوفي حين سمعت ريتا تناديني من خلف ذلك الباب وتقول: انزل يا جون.. أسرع يا جون..


استجمعت ما أحمله من شجاعة ونزلت الى ذلك القبو ويا ليتني لم أفعل..


فتحت باب القبو بهدوء تام في حينِ كان قلبي يخفق بسرعة كبيرة ثم دخلت باحثاً بعيني عن صديقتي ريتا ولكني لم أرَها أمامي إطلاقاً وبعدما يئست من العثور عليها هممت بالخروح من ذلك المكان المخيف إلا أنني لم أصل عتبة الباب حتى سمعت صوتها يناديني من الأعلى وكم كان مشهداً مرعباً حين رأيتها معلّقةً بسقف القبو وكأنها خفاش أو ما شابه..


كانت أطرافها ملتصقة بسقف الغرفة كالعنكبوت عدا أن رأسها كان متجهاً نحو الأسفل وكأنه منفصل عن عنقها..


بعد رؤيتي لريتا بتلك الوضعية المخيفة خرجت أركض خارج المنزل وأنا أصرخ بهستيرية مطلقة كالمجانين..


 الكاتبة مونيا بنيو منيرة 

اختي_لم_تمت_بعد


 الحلقة_الرابعة


توجهت الى مركز الشرطة الواقع في منتصف المدينة وأخذت أسرد لهم ما حدث بصوتٍ مرتبك وخوفٍ شديد..

وبعد أن هدأت بعض الشيء طلب مني ضابط الشرطة أن أذهب برفقة العناصر حتى أرشدهم الى المنزل..


وبعد وصولي الى المنزل برفقة عناصر الشرطة قام أحد العناصر بقرع جرس المنزل حيث كان كل شيء هادئاً في الداخل وبعد ثوانٍ معدودة فتحت صديقتي ريتا الباب وكانت طبيعيةً جداً حيثُ قالت لي باستغراب أين كنتَ يا جون لقد قلقت عليكَ جداً..


قام رجال الشرطة باستئذان صديقتي ريتا للدخول وتفتيش المنزل وكان كل شيء طبيعياً حتى أن باب القبو كان مقفلاً كما كان..، وعندما سألني عناصر الشرطة عن مفتاح باب القبو قلت لهم بأن المفتاح مع والدي في مقاطعة هيوستن..، استغرق رجال الشرطة حوالي نصف ساعة حتى استطاعوا خلع ذلك الباب وقاموا بتفتيش القبو بدقّة ولكنهم لم يعثروا على أي شيء يبرهن لهم ما كنت أتفوه به..


ظنّت الشرطة أنني أعاني من مشاكلَ نفسيّة ولم يصدقوا ما قلته لهم ثم طلبوا من صديقتي ريتا أن تأخذني الى طبيب نفسي كي أتعالج من تلك المشاكل وخرجوا من المنزل تاركيني في صدمة من كلّ ما يحدث..


أما ريتا فأخذت تضمني وتقول لا تخف يا جون سأصحبك الى أمهر الأطباء في صباح الغد..


قال لي الطبيب النفسي:

الخوف من اللا شيء هو إحدى الأمراض الناتجة عن خلل في بعض الخلايا العصبية في الدماغ..

التفكير في الماضي.. الإرهاق.. المشاكل العائلية.. كل هذا يؤثر سلباً على تلك الخلايا العصبية..


طلب مني الطبيب الاسترخاء وعدم التفكير في الماضي وكتب لي بعض الأدوية المهدئة وأنا كنت في حال يرثى لها وكأنني بدأت أقتنع أن ما حدث في ليلة الأمس كانت مجرد أحلام اليقظة كما سمّاها لي الطبيب..


عدت للمنزل بصحبة ريتا وأنا شبه مقتنع بكلام ذلك الطبيب..، وفي ليلِ ذلك اليوم نامت ريتا في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساءً..، نامت وهي تضمني بكلتا يديها وكأنها طفلة صغيرة..، ولا أنكر أنها كانت تبدو كالملائكة وهي نائمة..


أما أنا فلم أجرؤ على إغلاق جفناي خوفاً من تلك الكوابيس التي تلاحقني أو ربما كنت أنتظر قدوم منتصف الليل حتى أبرهن لنفسي بأن كل ما حدث في الليالي السابقة كانت فعلاً "أحلام اليقظة"


مرّ الوقت ببطءٍ وهو يعانق هدوءَ الليل المظلم حتى سمعت صوت الساعة الجدارية التي أعلنت انتهاء ذلك اليوم وكان كل شيء طبيعاً حتى ذلك الحين..


نظرت إلى ريتا نظرةً أخيرة ثم قررت النوم في أحضانها الدافئة وليتني لم أفعل..


لم أكن نائماً هذه المرة حين سمعت ذلك الصوت الذي يناديني من القبو.. حتى ريتا التي كانت تنام كالأطفال في أحضاني اختفت وكأنها لم تكن..


نهظت من فراشي الدافئ وتوجهت الى الأسفل هنالك حيث رأيت ريتا تمشي ببطىء نحو مدخل القبو..، صرخت أناديها باسمها لكنها لم تلتفت لي وكأنها جثة ميتة يتم تحريكها عن بعد..


وما كان مني إلا اللحاق بها من بعيد حتى أرى بنفسي ما يحدث..


 الكاتبة مونيا بنيو منيرة 


اختي_لم_تمت_بعد الحلقة_الخامسة


دخلت ريتا من باب القبو وأنا أراقبها على بعد خطوات حتى وصلت الى منتصف ذلك القبو المظلم ثم خرج طيفٌ من أحد جدران القبو وبدأ يسير الى جسد صديقتي ريتا.. 


وحين تمعنت في ذلك الطيف وجدته يشبه أختي الصغيرة كل الشبه عدا أنها كانت مشوهةً بشكل شيطاني..


وقفت ريتا أمام ذلك الطيف المخيف وامتزجت به بطريقة لا تستوعبها أعين البشر ثم بدأت ريتا ترتفع عن الأرض وكأن الجاذبية الأرضية لم تعد تشملها..


كان جسمها يرتفع عن الأرض شيئاً فشيئاً حتى التصقت بسقف القبو ثم أخذت تتشبث بالسقف بأطرافها وكأنها عنكبوت أو ما شابه..، كل هذا وعيناي تكادان تنبثقان من منبعهما مما أشاهده..


كان جسمي قد تشنج من مشاهدتي لذلك المنظر وفوق هذا الرعب كله التفت لي ريتا بوجهها الذي يكاد ينفصل عن جسمها وبدأت تناديني قائلة: انزل يا جون..، انقذني يا جون..


لا أعلم كيف استطاعت قدمي أن تخطو بعد هذا الرعب كله لأعود بخطواتي الى الوراء وأهرب من المنزل الى حيث أجد من ينقذني مما أنا فيه..


ذهبت إلى مركز الشرطة لكنهم هذه المرة لم يصدقوا ما اقوله فما كان مني الى الخروج الى احدى حداق المدينة كمتشرد خائف يبحث عن الأمان..


وصلت الى الحديقة منهكاً من شدة التفكير ثم رميت جسدي على أحد مقاعدها الخشبية العتيقة وخلدت في نومٍ هانئ..


ورغم البرد الذي كان يتصارع مع جسدي في ذلك اليوم إلا أنها كانت المرة الأولى التي أنام بها من غير كوابيس تؤرقني منذ انتقالنا الى هذه المدينة..


وفي صباح اليوم التالي أيقظتني طفلة في الثانية عشر من العمر..، أيقظتني وهي تمسك بيدها الرقيقة فطيرةً ساخنة موضوعةً في كيسٍ ورقي لتقول لي بصوتها العذب: خذ هذه الفطيرة من أجلك..، لا أعلم لما ابتسم ثغري رغم المهاجس التي مررت بها في الأيام السابقة..، ربما كنت أضحك لظنها أنني أحد مشردي المدينة..


اعتدلتُ في مجلسي ثم أخذت منها تلك الفطيرة وأنا أرمقها بابتسامة لطيفة..، ثم دعوتها للمكوث بجانبي ريثما اتناول الفطيرة..


جلست تلك الطفلة بجانبي وسألتني قائلة: لماذا تنام في الحديقة ألا تملك منزلاً تحتمي به من برد الشتاء..

لست أدري لِم كان الصمت جوابي عن استفسارها البريء ذاك..


ولست أدري السبب الذي جعلني أشعر بالدفء وهي بجانبي إلا أنني كنت أردد في أعماقي بأن هذه الطفلة هي رمزٌ من رموز الخير في هذه المدينة..


خرجت عن صمتي بسؤال يشبه سؤال الطفلة فقلت لها: وهل تمتلكين أنتِ منزلاً..، فأجابتني بصوتها الطفولي العذب: نعم لدي منزل جميل يقع في منتصف المدينة..


لا أعلم لما ارتاح قلبي لتلك الطفلة فكنت أنظر إليها والى معطفها ذو القبعة الصوفية التي تكاد تخفي ملامح وجهها العذبة وأسألها عن منزلها الذي يبعد اميالاً عن هذا المكان..


لكني حين سألتها عن سبب خروجها من المنزل في هذا الوقت الباكر قالت: خرجت أبحث عن عائلتي..!


في هذه اللحظة بالذات اجتاحني الخوف والاستغراب..، لكني لم أظهر خوفي أمامها إنما تابعت معها سائلاً: وأين هي عائلتك أيتها الطفلة..؟


فأجابتني بشيء من البرود الممزوج بالحقد لقد تركوني وهاجروا من البلدة..


وضعت يدي على قبعة الطفلة ونزعتها عنها وكانت صدمتي حين رأيت أختي الصغيرة التي قُتلت منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة..


 الكاتبة مونيا بنيو منيرة 


اختي_لم_تمت_بعد الحلقة_السادسة


خرجت أركض هارباً من تلك الحديقة تاركاً أختي وفطيرتها اللعينة على ذلك المقعد الخشبي العتيق..


ثم بدأتُ أجوب المدينة بحثاً عن تفسير لكل ما يحدث..،

وصلت الى الشارع الرئيسي الذي كان مكتظاً بالناس..، كنت أبحث عن أي شي يخرجني من تلك الأجواء الشيطانية ولكنني بعد بحثٍ لا جدوى منه وقعتُ يائساً أبكي على حافة الطريق بين المارة..، وما أقسى المارة حين لا يكترثون لمجنونٍ مثلي..


وبين بكاءٍ منهمر وخوفٍ دفين شعرت بكفِّ سيدةٍ عجوز قد انحنت تواسي حالتي اليائسة..


نظرت في وجه تلك العجوز فكانت ملامحها مألوفة لي وكأنني قد رأيتها من قبل..،

انحنت العجوز لي ممكسةً بعكازها الخشبي ثم أردفت تقول: انهض يا جون..


كنت أنظر لها بشيءٍ من الاستغراب نهضت من مكاني متسائلاً في ذهني عمّن تكون هذه العجوز وكيف عرفت اسمي رغم أنني غريب عن هذه المدينة..!


ورغم الخوف الذي احتلّ كياني إلا أنني سِرت مع تلك العجوز بكامل إرادتي..


أدخلتني العجوز الى بيتها الواقع على أطراف تلك المدينة ثم ذهبتْ تصنع لي كوباً من النعناع الساخن..

أما أنا فكنت منغمساً في مشاهدة الرسومات الماسونية المعلقة على جدران المنزل..

كان في ذهني آلاف الأسئلة التي لم أجد لها جواباً واحداً منذ انتقالي الى هذه المدينة..، ولعل هذه العجوز تنقذني مما أنا فيه وليتها فعلت ذلك..!


بعد قليل من الوقت عادت تلك العجوز ممسكةً بكوب النعناع وطلبت مني الجلوس على الطاولة الرخامية الواقعة في منتصف ذلك البيت الضخم..


جلسنا على الطاولة وكان سؤالي الأول لتلك العجوز هو: كيف عرفت اسمي؟


تنهدت العجوز وكأنها تنفث من زفيرها تاريخاً من الألم ثم قالت: أنا عمّتك يا جون أنا الأخت الكبرى لوالدك "ريمون"..

نظرت الى تلك العجوز والى تجاعيد وجهها التي تحكي سنين العذاب الذي تعرضت له.. كنت في صدمةٍ مما أسمعه حتى أنني نسيت كل ما كان يخزنه عقلي من أسئلة مكتفياً بسؤالٍ واحد وهو: لماذا أخفى عني أبي أمركِ يا عمّة؟


كانت ليلةً مليئةً بالصدمات بالنسبة لي..، اخبرتني عمتي كل الأسرار التي تتعلق بموت أختي الصغيره وكم كان صعباً عليّ معرفة بأن قاتِل أختي هو أبي.....

الكاتبة مونيا بنيو منيرة 


اختي_لم_تمت_بعد الحلقة_السابعة_الاخيرة


كان أبي من عبدة الشيطان وكما أخبرتني عمتي أنه قد قدم أختَه الصُغرى كأُضحية للشيطان.. أتذكر مرة أنني سألته عن عائلته وقال لي أنهم قد تُوفوا إثر حادث سير..، لقد كذب أبي عليّ وعلى أمي وعلى الجميع..


وأخبرتني عمتي أن روح أختي ستظل مسجونةً في ذلك القبو الى أن نضحي بدماء أحدهم بدلاً منها..


خرجت من منزل عمتي وكانت الشمس تلوح في الأفق البعيد وتوجهت مسرعاً نحو منزلي القديم لأنقذ صديقتي ريتا من روح أختي التي تتمثل بجسدها..


وصلت المنزل مع غروب شمس ذلك اليوم وبدأت أقرع الباب بطريقة همجية وأنا أنادي عليها بصوت مرتفع.. 


فتحت ريتا الباب وقبل أن تنطق بحرف واحد أمسكتُ بيدها وأخذتها من المنزل..


ذهبنا الى أحد فنادق المدينة وهنالك بدأت أسرد لصديقتي ريتا كل ما يحدث..


وفي مساء ذلك اليوم اتصلتُ بوالدي وطلبت منه المجيء الى المدينة بحجّة أنني قد تعرضت لحادثٍ أليم وطلبتُ منه أيضاً عدمَ اخبار أمي كي لا تقلق علي..، وكانت غايتي الوحيدة من طلبي هي الإنتقام من أبي كي ترتاح روح أختي الصغيرة..


في صباح اليوم التالي خرجنا من الفندق وذهبنا الى منزلي القديم..، كنت قد خططت لكل شيء برفقة صديقتي ريتا التي وضعت بعضاً من الشاش الطبّي حول رأسي وجلسنا ننتظر قدوم أبي الى ذلك المنزل..


كانت الساعة تقارب الواحدة بعد الظهر حين وصل أبي للمنزل حيث نزلت ريتا وفتحت له باب المنزل وبعد أن القى التحية على ريتا صعدَ أبي لغرفتي وحاولَ التخفيف عني..

كنت أعلم أنه سيدخل الى ذلك القبو وخاصةً بعد أن يُلاحظَ بابهُ المفتوح..، استأذن مني والدي قائلاً لي ولصديقتي ريتا بأن نُجهّزَ أمتعتنا للرحيل..، ثم تركنا في الغرفة ونزل ليتفقد القبو..


أما أنا فلحقت به ممسكاً بعصاً خشبية متينة وقمت بضربه من الخلف على رأسه وألقيته داخل القبو حتى ينال شرّ أعماله الشيطانية..


كنت أسمع صوتَ جسده الذي يرتطم بجدران ذلك القبو المخيف وكأن الشياطين تلعب بجسده كما يلعب الأطفال بالكرة المطاطية.. بكيت كثيراً في ذلك اليوم.. بكيت على أختي وعمتي اللواتي ضحّى بهنّ أبي للشيطان الذي يعبده وبكيت حتى على أبي الذي أسمع صوت تحطّم عظامه داخل القبو..


وها أنا الآن أُتمّ عقدي الواحد والعشرين من السجن وكأنني أدفع ثمن جرائم أبي وشياطينه اللعينة وهل يفنى الأمل من غد أفضل..!


تمت بعون الله تعالى..

الحمد الله

الكاتبة_مونيا_بنيو_منيرة




أختي_تمت_ بعد بقلم مونيا بنيو منيرة


 اختي_لم_تمت_بعد الحلقة_الأولى


تخبرني أختي كل ليلة

بأن هناك صوتاً يصدرُ من القبو وتطلب مني النزول إليه..

يبدو طلباً عادياً لو لم تكن أختي ميتة..


بدأت القصة حين كنا أطفالاً نلهو ونلعب ونركض في أرجاء المنزل.. وفي تلك الليلة كنا نلعب لعبة الاختباء وكان دوري حينها في العد التنازلي لتركض أختي من الغرفة وتختبىء في المدخل السفلي الخاص بالقبو..


كان مخبأً سهل الاكتشاف فلم أجد صعوبةً في إيجادها ولكنني حين وجدتها واقتربت منها لأعلن لها فوزي في اللعبة نظرت لي وهي شبه باكية وأخبرتني بأن هنالك صوتاً يناديها صادرٌ من القبو الذي خلفها..


في البداية ظننتها تتهرب من خسارتها في اللعبة فتركتها عند الدرج وصعدتُ الى الغرفة العلوية لأشاهد أفلام الكرتون..


وكانت أمي حينها تُعدّ العشاء ولمّا فرغت من إعداده صعدت أمي للغرفة وأخبرتني بأن أنزل لتناول العشاء..، ثم سألتني عن أختي الصغيرة فأخبرتها بأنني تركتها عند مدخل القبو..


كل شيء كان طبيعاً في ذلك اليوم عدا صرخة أمي التي هزّت أركان المنزل..، ركضت الى القبو حيث سمعتُ صُراخ أمي لأجد أختي الصغيرة مرمية على الأرض وسط دمائها..


بعد قليلٍ من الوقت جاءت سيارات الشرطة والإسعاف الى المنزل وقاموا بوضع غطاءٍ أبيض اللون فوق أختي..،

 لم أكن أدري حينها ما معنى أن يموت الشخص فاقتربت من رجال الإسعاف الذين وضعوا أختي على النقالة وقلت لهم بأن أمي ستغضب لو خرجت أختي من المنزل من دون أن تستأذنها في الخروج.. فرمقني الرجل بنظرات من العطف والشفقة.. 


لم يعثر رجال الشرطة على أي دليل يبيّن هوية الفاعل أما تقرير الطبيب الشرعي يقول بأن سبب الموت هو نزيف داخلي ناتجٌ عن ضربات قوية في جميع انحاء جسد الضحية..


كانت جدران القبو مليئةً بدماء أختي وكأنّ أحداً ما أمسكها من قدمها وبدأ يرطمها بتلك الجدران بطريقةٍ وحشيّة أو أنها كانت تُقذف من جدارٍ لآخر حتى تكسّرت أضلاعها الرقيقة..


اسمي هو "جون".، أبلغ من العمر تسع عشرة سنة وأقطن في مقاطعة دالاس الحاصلة في ولاية تكساس..،

لكن بعد موت أختي بتلك الطريقة البشعة انتقلنا للعيش في مدينة هيوستن والتي تبعد عن منزلنا القديم مسافة 200 k.m


الكاتبة : مونيا بنيو منيرة

شدي حيلك يا بلد بقلم زياد أبو صالح

 "  شدي حيلك يا بلد  " ... ؟!! قالت غزاوية : " الموت و لا المذلة أريد الموت في غزة ... سنبقى فيها ... للأبدْ " ... ! &qu...