ثورة قلم
********
كلما جاءتني خاطرة ..
أو عصفت بي فكرة ..
أعود قلمي ..
عيادة استجداء خجولة ...
أنظر إليه ..
أعانقه .. أشتاقه
فأحمله كطفل
خديج و أدنيه
من صدري
لأرضعه
ولا أدري إن كان
سيكتب ..أو حتى
سيطيعني ليمشي
على سطوري ...
فكم من المرات
لم يطعني ..!!
ثائرٌ قلمي .. جامحٌ
لا يمكن الوثوق بسرجه ...
أداعبه ..
أسرّح له شعره
وأقول له :
أكتب أيها القلم ...
ثم أغمض عيني ..
لينهمرَ شلال الكلمات ..
أتسابق معها لالتقاطها
تراوغني .. تسابقني ..
ليس أسهل علي
من الكتابة ..
فما أكثر الكلمات ..
وما أوسع اللغة
ولكن ما يضنيني ..
أن عاملَ تحويل سِكة
الكلمات .. ماكرٌ ..
لا أعرف متى
يستبدل السكة بأخرى ..
فأضيع في
بعض المحطات
وفجأةً ..
أرى من بعيد فكرة ....
.. تمر بسرعة
.. كومضة
تجتازني مسرعةً
فلا أكاد أعرفها ...
وما هي إلا لحظة ..
يرتعش قلمي ..
ينتفض .. يستقيم
يرقص ...
مولوية اللا منتظر ..
ثم يتعرّى من لباسه ..
كثعبان تبرأ للتو
من جلده
ويغطس ..
في مسبح دواتي
ولا أعرف ..
كيف لهذا الشقي ..
الذي طالما أحببته ..
كالأرض ..
كالحبيبة ..
كالولادة ..
كالفكرة ..
لا أعرف .. حقاً
كيف يسحرني ..
و يخادعني
و يجفف شعره
بخربشاتي ...
فتبتل السطور ..
و
تنزلق الكلمات
لاهيةً على صفحاتي
و أوراقي ...
وسام الحرفوش
