تأمّلْ حالنا
عوى ليلا بأمتنا الذّئابُ***فساد الرّعبُ وانتــــــــــشر الضّبابُ
وفي الغاب الوحوش قد استبدّت***فكان وراء سطوتها الخرابُ
وولولت البهائم في البراري***وبالأمـــــــــطار لم يأت السّحابُ
لعلّ ذنوبهم هجمت عليهم***بما ارتكب ابن آوى والـــــــغرابُ
ألم تر أمّتي انحرفت فشاخت***وحول جروحها اجتمع الذّبابُ؟
////
أرى الظّلماء في وطني قدرْ***وفي أجوائنا قلّ المــــــــــــــطرْ
سألت العقل في نفسي سؤالا***لماذا نحن لسنا كالبــــــــــــشرْ؟
فكان جوابه ردّا وجـــــــــــيها***تجسّد في الكثـــــير من العبرْ
ركبنا الغيّ في الأوطان بغيا***فجمّدنا التّقــــــــهقر كالحـــــجرْ
وأصبح جلّنا بشرا عقيما***بلا ســــــــمع يفيد ولا بــــــــــصرْ
////
تأمّل حالنا سترى القذاره***بها الأســـــــواق حرّرت التّـــجارهْ
يباع بها الفساد لمن أرادوا***شراء السّحت من سوق الدّعــارهْ
وتغتصب البراءة في بلادي***بظلم في الحقوق وفي الإجــارهْ
وهذا في الحقيقة طال عمرا***فزاد من التّوغّل في الخــــسارهْ
ونحن كما ترى رهن التّردّي***نمارس ما يعدّ من القــــــذارهْ
////
سياستنا تسير إلى الوراء***وتنتظر السّحاب من السّـــــــــــماء
تراهن في النّهوض على الأماني***وترهب من سينهض بالبناء
وتقــــــمع كلّ صوت قال حقّا***لكي تزداد ضائقة البــــــــلاء
سياستنا تروّضنا بعنـــــــف***لننعم بالتّســــــــــلّط والــــــشّقاء
وقد نجحت بغرس الدّاء فينا***فأصبحنا نمـــــــــيل إلى الغــباء
////
أردنا أن نقول الحقّ فينا ***فصـــــــــــــرنا من كبار المــارقينا
يهدّدنا ويوعـــــدنا طغاة***بقمع بالعـــــــــــــصا قمعا مشـــــينا
نخاف البطش والجلاّد آت***وخوف النّاس بثّ الذّعــــــــر فينا
وقد ضعفت عزائمنا وهانت***بضغط القهر مثل المحــــــجرينا
رمونا بالتّسلّط فانبطحنا***كأنّا بالهـــــوان قد ابتـــــــــــــــــلــينا
////
لماذا نحن يسكننا الوجل***أليس العمر موعده الأجــــــــــــل؟
سألت النّاس كيف أطعتموه؟***فقالوا:طالنا مرض الخــــــــجل
ولم نقدر على خلع انحطاط***أباح الظّلم فانصــــــــرف الأمل
فقلت لهم كفى خوفا فإنّي***سأبدأ في الهجوم على الوجـــــــل
وجاءتني القريحة فور عزمي***برفقتها اليــــــراع على عجل
////
لماذا تشتكون من القلم؟***هل القيم استبدّ بها العــــــــــــدم؟
لماذا نحن كالأوباش صرنا***نعيش على القذارة والوهــــم؟
ألم ندرك بأنّ العـــــلم نور***وأنّ الجهل يفـــــــــــتك بالقيم؟
إليكم يا بني وطني إليكم***أوجّه صرختي بدم القلــــــــــــــم
ولست بتارك وطني حزينا***تتاجر في مصالحه الأمـــــــــم
محمد الدبلي الفاطمي