مقال حر
( هل الرقص فن ؟! )*
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
************************
الفن ذوق يرقى بالإنسان ويجسد أحاسيسه
ويرفع من ثقافة الفرد داخل المجتمع ويجعل
الإنسان عضوا فعالا يثمر ويعمر الأرض ويبدع
لرسم معالم الحياة والعمل على حل المشكلات
التى تواجهه فى حياته .
فطبيعة خلق الله للإنسان أنه مخلوق لعبادة الله
وعمارة الكون ولن تكون هذه العمارة صالحة إلا
فى ظل عقلية مبدعة ترقى وتنشط حواس الفرد
وتشحذ قدراته وطاقاته .
ولن يتأتى ذلك إلا من خلال الفن والفن المقصود هنا هو وسيلة تعبيرية تتيح للمتذوق الإبداع والابتكار والنهوض
ومن أنواع الفنون الراقية : الغناء البعيد عن الميوعة
وكلمات الإسفاف الهابط ومن أمثلة ذلك عند عمال البناء
والمراكبية عندما يغنون : ( هيلا هوب هيلا يا مهون . .)
وكذلك المزارعين وغناء الأفراح والحج ( خذوني معاكم
يا زوار النبي ) وغيرها الكثير .
كذلك القصص والمسرحيات الهادفة والشعر الصادق المعبر
عن أحاسيس صادقة كل ذلك يرفع من قيمة الإنسانية.
ولكن ماذا عن الرقص ؟!
هل الرقص فن من الفنون ؟!
ماذا أضاف الرقص للبشرية من إبداع ؟!
ما معني أن توصي إحدي الراقصات أن يتم زفها إلى قبرها
على أنغام موسيقى الرقص وأن يرقص بها المشيعون حتى
توضع فى قبرها ؟!
الا يكفيها ما فعلته فى الدنيا لتذهب به إلى الآخرة .
وهناك كثير من التساؤلات ما الهدف من أن تتعرى الراقصة
وتتلوى كالأفعى يمينا وشمالا وتبرز مفاتنها من ارداف وصدر
يصاحبها فى بعض الأحيان مغن يغنى أغان هابطة بإيحاءات
جنسية وكلمات وإشارات غير لائقة.
ناهيك عن بدل الرقص الشفافة والتى تكون بلون الجسد
وما عليها من خيوط التطريز والتى يصل ثمنها إلى الملايين
وتصنع فى أرقى بيوت الأزياء.
الرقص هو استخدام للغة الجسد لتحريك الغرائز والشهوات
وتحويل الإنسان من طور إنسانيته إلى طور البهيمية وما
يصاحب ذلك من سكر وعربدة.
وفى النهاية أترك لكم الإجابة على السؤال :
هل الرقص فن من الفنون ؟!
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
شاعر وأديب القرية
مصر - البحيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق