قبل ربع قرن
خيبة أمل
رجعت إلى حيث أسكن
بعد سنة مليئة بالأشغال
عانقت أمي وأخي الصغير
بعد وجبة الغداء
هممت بالخروج فنادتني أمي تسأل
هل ستذهب إلى خطيبتك
لتهنئها بالتخرج
وكنت وقلبي نعلم
أنه اللقاء الأخير
شعوري عميق وأمري محزن
إجازتي عشرون يوما
مضت منها عشرة أيام ولم اذهب
جمعت أشتات روحي وقررت التحدي
قبل ربع قرن يجب على الرجل
أن يكون له منزل قبل أن يتزوج
سحر الغرام يتيمة الأب
وأخوها الكبير متسلط
شخصياتها تذوب أمامه وتنصهر
إشتريت لها هدية
وإمتطيت شعوري وذهبت إليها
دخلت منزل والديها
كأنني دخلت مأتم
الحزن مخيم على أرجاء المكان
ملامحها رثة ولمحت بعينيها غيوما
وسحبا من الأحزان
لم تشأ أن تخبرني شيئا
قدمت لي الطعام أكلت وياليتني
ما أكلت
دخل عليا أخوها في ثوب السجان
وقال أما آن الأوان
قلت ماذا قال لن تتزوج أختي
رجلا بلا أوطان
فالمنزل عندنا وطن
خرج مسرعا نحو بيته
وخرجت وراءه ألملم أشتات روحي
سألتها ماذا وماذا بعد
قالت كلام أخي الكبير مقدس
رجعت إلي الدير أرتشف كاسي
وأسكر
ودموعي جداول تنساب تحتي
قبل ربع قرن كانت المرأة تعاني
من ظلم الدنيا وغطرسة الرجال
كانت ثلاثة سنوات حلوة
ولم أشأ أن أفسدها بالعناد
رحلت ورائحة الذكريات تغمرني
وحلاوة بقايا القبلات في لساني
نسيم البحر
خسر حبا وربح نفسه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق