تحليةُ الحروف
سئمتُ من الشعرِ المُروَّبِ بالحصى
ومُفردةٍ طِينيَّةِ اللزجِ خافيةْ
وأكثرُ ما يغتالُ عينيَ والرؤى
تراكمُ ألفاظِ الفتى في ضبابيَةْ
فبعضُ نصوصِ الشعرِ مُرٌّ مذاقُها
وتحتاجُ كالزيتونِ دوماً لتحليةْ
وكيفَ يكونُ النقدُ بالغَ أمرِه
إذا كثُرَتْ جهلاً عليها التزكيةْ ؟!
وإنْ كنتَ لا تدري السبيلَ ولا الخُطى
سأُنبيكَ عن نبعِ المياهِ وخابيةْ
ضَعوا كلَّ زيتونِ الحروفِ بآنيةْ
وصُبوا عليه الماءَ نقعاً لتخليةْ
أضيفوا له مِلحاً من الصخرِ ذائباً
وعُودوا إلى تغييرهِ ريَّ ظاميةْ
وصَفّوْهُ حتى يَبرُقَ الحَبُّ باسِماً
ويزهو على البلورِ أحداقَ رانيةْ
وقُوموا بتنشيفِ البليلِ ونشرِه
ليدخُلَ في الطورِ الأخيرِ بتَجلَيةْ
أعيدوْهُ حبّاتٍ تلألأَ نورُها
وصُبّوا عليهِ الزيتَ يضحكْ بثانيةْ
هنا يصبحُ الحرفُ المُدلَّهُ شاعراً
وتنمو على رأسِ الأصابعِ داليةْ
وللهِ ما أوحتْ بدورٌ لليلِها
وما حلّقتْ فوقَ السماواتِ ساميةْ
لكلِّ جناحٍ في الخيالِ قصيدةٌ
وفي كلِّ خفْقٍ للملائكِ قافيةْ .
محمد علي الشعار
٢٨-١٢-٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق