" صاحِبة الرداء "
وأنا أقبع في إحدى
سُجون عالمي
مُقيد الحرية
محظورٌ من الإدلاء
بأسرار الطاقة
البشرية
وفنتازيا الكون
تأمُلات النجوم
وأخبار
منازل القـمــر
والتفكير المستمر
في إيجاد ألة للزمن
نتنقل من خلالها
بين الماضي والحاضر
بحثا عن براهين
لإخطاء البشر
منذ بدأ الخلق
أسباب الشقاء
فقدان الطاقة
الذهنية
وعدم توافق الأفكار
قطع تفكيري
هالة ضوء لمحتها تُحلِقُ
في الأفق البعيد
تقترب في هبوطٍ
مُخيف
وفي طرفةِ عينٍ
أحاط الضوء بنخلةٍ
مجاورة
خِلتُ أني أحلُم
وهالني ما رأيت
حُورية لم ترى عيني
كجمالها
برداءٍ أخضرٍ متناسق
زادها سِحرًا
لمحتها تُلامس جذع
النخلة
بإبتسامةٍ لا تفارقها
وكأن هنالك علاقة
تربط بينهما
لم أستوعب ما يحدث
نبضات قلبي تتسارع
تراودني الرغبة
للأقتراب وملامستها
لكن هناك ما يقيد
حركتي
تأملتها وتفحصت
كل تفاصيلها
فرمقتني بنظرةٍ
أخترقت قلبي
ثم أختفت وتركتني
في حيرتي واندهاشي
اشتقت لعودتها
نظراتي متنقلة
ما بين النخلة والأفق
كُنتُ في انتظارها
أكتُبُ لها أشعارًا
وأرسُم لعينيها
مَا رقَ من الكلام
أنظُم عواطفي
في خيوطٍ مِن
نور جمالها الآخاذ
إنها آية في الجمال
تعجز أقلام أبلغ
الشعراء
عن رسمها بالكلمات
ذات رِداء ربيعي أخضر
وزاد من جمالها
شلال شعرها الأسود
المموج
الذي تدلى حتى تعدى
الخاصرة
وجهها لوحة فنية
غاية في الجمال
ما زِلت أراقب
تلك النخلة
منتظرًا وصول فاتنتي
وفي طرفة عين
لمحتها تهز النخلة
بيديها الناعمتين
وراحت تمارس
لعبة الدوران
حول جذعها
برشاقة الغزال
رمقتني بنظراتها
فانسابت سِحرًا
خفق له قلبي
بين الضلوع
وبينما أتفحص
ابتسامتها الساحرة
كأنها أنشودة عِشقٍ
عذبة
ملكت قلبي
وتغلغلت في ثنايا
دماغي
ففعلت بي ما يفعل
الخمر بعقل شاربه
ومرة أُخرى
استدارت حول النخلة
واختفت في لمح البصر
ازداد تفكيري بها
وزادت تساؤلاتي
هل ما أراه حقيقة?
هل ما أعشقه حُلمًا
أم خيالًا?
إنها تظهر فجأة
ثم تختفي كالسراب
استسلمت لأسس العلم
وفلسفة العلماء
اقتنعت أن ما راودني
إن هو إلا خيال
وما صاحبة الرداء
الأخضر
إلا وهم بعيد المنال
د. محمد الأهدل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق