الأحد، 26 يونيو 2022

عدرا بقلم حسام الدين صبري


 عُذرًا أيُّها الحُبُّ

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

مَاتَ الحُبُّ بَينَنَا ومَنْ

 مَاتَ أبدًا لَنْ يَعُود

فَتَعَاَلَ نُلقِي نَظرَةَ ودَاعٍ 

فَنَحنُ عَلى قَتلِهِ شُهُود

فَلْنَبكِ عَلَى أطلَالِهِ وكَفَانَا 

    قَسوةً وجحُود

قَدْ سَرَقنَا مِنَ الزَمَانِ فَرحَةً 

   وآنَ لِلحَقِ أنْ يَعُود

         لاَ تَلُمَني إنْ

مَددتُ يَدي بِسلَامٍ مُودعا

فَلاَ صُنتَ لِي عَهدا  

ولاَ حَفظتُ لَكَ العهُود

عَلَى المَاءِ رَسمنَا أحَلاَمَنَا 

وأودعنَاهَا قَصرًا مَرصُود

فَلاَ أورَادَ الشَوقِ فَتحت 

         لهُ بَابًا

ولاَ الحُب كَانَ عَلى القَصرِ 

        ظِلاً ممدُود

الآنَ نَتَقَاسَمُ إرثَ الدمُوعِ 

 مَفقُودُ   يَبكِى مفقُود

ضَلَّت خُطَانَا دَربَ الهَوى

          لَم يَعُد

لَدَينا دَربَا عَليهِ يَومًا نَعُود

         وجَفَّتِ الأمَاني

وجَفَّ الرجَاءُ لَم يَعُد لَدينا

        قَطرةٌ بهَانَجُود

        قَلبَانِ مُتهِمَانِ

 بِقتلِ الحُبَّ عَمداً ونَقضُ

 العَهدِ وحَرقُ الأزهَارِ والورود

         لاَتَشفعُ لَنَا

 دمُوعَ اليومِ إنْ عَلتْ

 السيُوفَ لِذَبحٍ موعُود

مَاذا نَقُولُ ونَحنُ جُنَاةٌ 

وكَيفَ نُقسِمُ ونَحنُ عُصاة؟

 الآنَ فقط تَذَّكَرنَا السجُود

الآنَ تَذكَّرنا أنَنَا مِنَ العَاشقِينَ

            وذَاتَ يومٍ 

 كَانَ بَينَنا نَهرُ مِنَ الحَنِين

         أينَ هوَ النَهرُ

  مِنْ هذا الشَطِّ المَوصُود؟

أينَ كَانت سَاحَةُ الدنيا 

      ونَحنُ نَمضِي

 بِجَهلٍ في طَرِيقٍ مسدُود

واستَبَاحَ العِندُ هُوِيَّتُنَا رَحَلنَا  

  تَرفُضُنا  كُلَّ الحدود

عَدلٌ فِينَا حُكمُ الزَمَنْ 

          بِأبدِينَا

قَتلنا ومَاأبقَينَا صَبرا وأبَينَا 

           الصمُود

ومَاضَينَا خَلفَ كِبرِيَائِنَا 

حتَى عَجِزت خُطَانَا فَستَحَالَ 

           النهُوض

جَهِلنَا الحُبَّ عُمرًا وأدركنَاهُ 

       وهوَ يَموت

    عُذرًا أيُهَا الحُبُّ 

فَالجهلُ حِينَ  يَتَحكمُ

فَلابُد الضَيَاعُ أن يسود

عُذرًا أيُّهَا السمَاحُ أبقَينَاكَ 

 زَمنًا في خَانةِ المَرفُوض

الآنَ نَجنِي مَا أقتَرفتَهُ أيدِينَا 

وسَيبقَى الجُرحَ خَالدا  

 ومَاأقسَاهُ  من خلود

  اشرب مَعِي نَخبَ 

 الحَسرَةِ والنَدم وإنْ كَانَ 

       الكَأسُ مُرَّا

زِد عَلَيهِ ألمَ الودَاعِ تَعَالَ 

 مطرود  يَسقِي مطرود

كُلُّ أبوابِ العَودةِ مُغلقَةٌ وكُلُّ 

    أعذَارنا  لَن تَشفَع

تَحطَّمت آمَالُنَا وقِصتُنَا

 فِي كُتب الحُبِّ أصبحت 

        نَصًا مفقُود

------------------------------------------------------

حسام الدين صبرى/ديوان/أخر ماتبقى من الشعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماذا يحدث في الارض بقلم مونيا بنيو منيرة

 ماذا يحدث في الأرض  ( الحلقة الأولى ) في هذه الأرض  وعلى ظهرها وعمق غاباتها وبين وديانها وقمم جبالها  مخلوق….  فضله الخالق وصنعه بنفسه  ونف...