الاثنين، 22 أغسطس 2022

قصة الغرور بكل أجزائها


 قصة الغرور

الجزء الأول 


كنت قد عدت لأرض الوطن 

بعد عام من الجد والكدّ والدراسة وكعادتنا كل صيفية عدت للتوِ من سفرٍ دام ساعتين جوا وبرا ..

كنتُ متشوقة لرؤية وطني الأم وأجواءِ البيت الكبير

فعلى الرغم من طول البعاد

إلّا أنني وبحكم الإغتراب انتظر العطلة الصيفية بشغف كبير 

 لكنني لم أرَ شيئاً يثير اهتمامي   أدفأُ من حضن جدتي  

كان الوقتُ متأخراً حين وصلنا

محملين بالهدايا

والساعة قد تجاوزت  منتصف الليل

والكل كان في انتظارنا جدي و جدتي عماتي و عمي 

كان الاستقبال حاراًو كما أحب وأتمنى

كان وصولنا أنا وإخوتي وأخواتي  جلٍ مايشغل الجيران كل سنة وخاصة جارتنا فاطمة تلك المرأةُ

الرائعة  جداً 

والمستعدةٌ دوماً لأن تثبت لنا أننا الأقرب جدا لقلبها

و أنها ليست بالغرببة  .. 

 أتذكر جيداً أنني كنت أحب اكلاتها التقليدية وطريقة تعاملها مع الناس

لم تتأخر في إحضار كسرة ساخنة في الصباح الباكر بعد أن تحممت

فجلستُ في المطبخ لألمح تلك الأبراج اللذيذةالتي لم أستطع مقاومتها

بينما وقفت جدتي لتعد الحليب 

فقلتُ لها وأنا ألتهم تلك الكسرة الساخنة : هل الجميع نائم ؟

فردت عليّ مبتسمة : نعم

واردفت بالحديث أنه يسألني عنك كل يوم

قلت : من ،؟!؟

قالت : مهدي متعلقٌ بك جداً .

فأجبتها بعد ان توقفت عن الاكل وابتعدت جانباً : ابن فاطمة؟؟؟

قالت : نعم أظنه مهتم لأمرك

قلت لها :  أقال لك شيئاً ؟ 

دعي مابيدك جدتي و تعالي قربي وكلميني  عنه

و كـــعادتها وحبها لي جلست  دون تأخير

فبدأت بالموضوع دون مقدمات قائلةً :  أريدُك ان تفكري به........

إنه محط انظار الكثيرات !! " 

لم أستطع النظر إلى عينيها في تلك اللحظات

خجلاً أوهروباً من المواجهة !

فقالت : مابك؟ 

فقلت لها :ماذا تقولين أريد أن أسمع منك !!  ؟

ودراستي وحياتي؟

فأنا لا احتمل العيش هنا؟

صمتت لبرهةٍ ثم قالتُ بعد تنهيدةٍ طويلة : اسمعيني صغيرتي

مهدي لايعوض بكل كنوز الدنيا

لقد تربّى في حضني وعلى عيني

فقلت لها : جوابي لا يعني رفضه هو  فقط أريدك أن تعلمي أنني من المستحيل أن أعيش هنا .. لطالما كان يلمحني منذ الصغر وأعلم أني  أميرته 

هل تذكرين تصرفاته معنا كل صيف

إنه  رائع  وحنون

لكنني لا أطيقُ حياةً كهذه ..

أحتاجُ نمط حياتي التي تربيت عليه رجل مجنون ، مليء بالطموح متفتح  اجوب معه العالم

رجل يشبه أحلامي وكبير بأحلامه يفهمني ويطير بي بعيداً ويدللني كطفلة لا امرأةً تطبخ وتربي الاولاد فحسب همها ما تأكل وتلبس

 من المستحيل عليكِ فهمي جدتي 

فقالت : أنت تبررين  رفضك للفكرة حتى 

 و تحاولي إقناعي واقناع نفسك بانه ليس مناسب 

 من تحسبين نفسك؟ 

أنك أفضل منه أو أنك ستجدين الافضل

 مسحورة بعالمك الوردي تريدين

أن ترفضي الفكرة جملة وتفصيلاً  ؟

وأردفت : لا يهم .. المهم أنك تعلمين ما قد يخفى عنك سيحدث غدا

فقلت : حقاً ؟

من قال ؟ هل اخبرك بشيء ؟

هل الكل يعلم ؟ هل أمي واخواتي كذالك؟

أنه من السنك الماضية وهو يلمح أظن الجميع يعلم ؟!

كفى يا جدتي لا أريد الحديث عن هذا الآن ، أريد أن نبدأ بالتجهيز للخروج وزيارة كل الاماكن التي أحبها بأسرع وقت ممكن لأن العطلة لن تتسع لبرنامجي الذي خططت

فقلت لها : مهدي سيكون معنا ؟!

فقالت بنبرةِ فرحة  :عن أي مهدي تتحدثين ؟

 لم أستوعب بعد.. كل هذا ؟

فقلت لها : الذي يريدني

فقالت :لم أستوعب ما تقولين هل غيرتِ رأيك يا مجنونه ؟!

فقلت لها بضحكة خبث  معروفة سأعلقة بصديقتي لاتقلقي

جميلة وذكية وتربت هنا

تصغره بخمسةِ أعوام

أحبها وأشعر أني سأفعل شيئاً لأولِ مرةٍ  فشعور الحب هذا تحاهي يجب أن يتحول لمن يستطيع أن تبادله إياه

فطموحاتي كبيرة أريد إكمال حياتي بعيداً

فقالت : هذاجنون منك أَعلمي والدتك  صغيرتي واعملي ما يريحكِ؟!

فرنّ هاتفي وسطَ الحديث  وكان صوتاً كأنني أعرفه

قلت :  نعم أهلا من معي 

 فقال : معكِ مهدي جارك وقريبك وابن فاطمة .. !!


يتبع 

قصة (الغرور)

الجزء الثاني


ماكنت أنتظر اتصالاً منه

لكني كنت عادية في ردي 

و استطعت  تدارك الموقف 

حاولت جدتي أخذ الهاتف من يدي ..

و أصرّت على الحديث معه

توقعت منها أي جنون

لقد  طلبت منه الحضور لتناول طعام الإفطار من بعض معجناتها الساخنة

 فجدتي امرأة قوية 

وحكيمة في تصرفاتها 

لكني أراها أحياناً كمراهقة

قلت لها كفىٰ جدتي 

لكنها فاجئتني حين ردت ببرود وابتسامة

و قالت : بصوتٍ كله سعادة

"سنفرح بكما قريباً

قلت لها : أهنئكِ مسبقاً على

مخططاتك المذهلة

قالت : إنه رجل جيد ، وشاب في قمة  الأخلاق رغم أنه وحيد امه

لكن عموماً متأكدةٌ أنه يحبكِ 

قلت لها : أي جنون هذا من قال أنه يحبني 

فقالت : اسمعيني عزيزتي

أنا عجوز صحيح لكن خبرتي بالحياة كبيرة أنت امرأة والنساء   تفهم بعضها

إن مهدي أعرفه جيدا لقد تربى بحضني وعلى عيني أعرفه كما اعرف نفسي حفِظت كل  تفاصيله أكثر من والدته 

سأتركك تحللي ما أقول 

و قبل أن تتخدي اي قرار أعلمك بأنه كنز وانه لايحب المرأة المتفتحة ولا الثرثارة

والفارغة...انه شديد الدقة

ويسمع صوتك الداخلي

من نبرات صوتك وملامحك

فلاتحاولي  التمثيل سيكشف كل خباياك وعجرفتك

كل ما كانت تخبره لي عكر مزاجي ليس عادي.. وووو.... يحب الهدوء وقراءة الكتب.... يستطيع ان يقرأكِ.... من نبرة صوتك أو نظرة عينيك... و .. و ماذا؟

هل هناك المزيد من التوصيات 

 والآن سلام ... "

جدتي لقد  خنقتني

وذهبت إلى والدتي لأستئذنها بالخروج

وأخبرتها أن جدتي مهووسة بمهدي وعليك أن تقنعيها أني لست مهتمة أبداً

 حينها فقدت أمي صوابها  و فاجئتني بتصرفاتها وردة فعلها

لقد أخرجت ملابساً لي من خزانتها وقالت : ستكوني أجمل عروسة احضرت لك كل ما يلزم

ذهلت مما أرى وأسمع

سأجعل الجميع يتحدث عنك 

وعن حب مهدي لك

فأجهشت بالبكأء

فأتت إلي  وضممتني لصدرها

قائلة : أتمنى أن أفعل هذا مع إخوتك أحبك ولا أريدك أن تضيعي في مدن الغرب !!

سنكون سعداء بوجودك هنا واستقرارك بأرض الوطن

صدقيني أن هذا قد يجعلني حافظت على هدية من هدايا الله ...

كنت صامتة طوال الوقت  وضعت رأسي على صدرها و غزارة دمعي تبللها  ..

طلبت مني أن اَأتحدث أن اقول أي شيء 

لكني  لم أرد شيء كنت فقط أريد أن أنام...

وعند السابعةِ صباحاً كنتُ قد نهضتُ نشيطة للذهاب إلى زيارة بعض الأماكن

 فرأيتُ جدتي كعادتها ناهضةً قبلي بالمطبخ  و رائحةُ المخبوزات  تملأ البيت 

دعتني للفطور

اخبرتها أني على  عجلة من أمري   ..

قالت  دون مقدمات وكالعادة : هل فكرتِ بكلامي أنا ووالدتك ؟

أجبت : أشعر أني كنت أحلم وكل ما حدث كان وهماً ،

فقالت : ألم تغيري رأيك؟

قلت :بلا لقد غيرت رايي 

أريد أن اكون خطيبة السيد مهدي

لاعليك سأكون 

سأرتدي احلامكم سأتسلى

ماذا سأخسر

سأتعطر بعطر النفاق

سأتقن أدوار النفاق وأمثل أدوار العاشقة الولهانة

لأرضيك أنت ووالدتي

 قالت : أخيرا عرفتِ قدر نفسك تستحقين رجلاً يقدركِ يا عزيزتي  

ثم لا أعلم كيف بدأت بنوبةِ بكاءٍ حادة محدثة ضجة وكسرت شيء من الأثاث

 لم تقل شيئاً سوى أنها تحبني كثيراً  وأني لااعرف مصلحتي

 أكدت قراري بتمثيل والنفاق ..

و لن أخيب جهود الجميع

التي بذلت ظناً منهم أنهم سيؤسسون  عائلتي السعيدة  متناسين أحلامي

التي لم أحققها بعد

و رددت :   ( سأكون أكبر منافقة يعرفها التاريخ على قلب صادق لايستحق مني هذا   )

حاولت تهدئتى ، أعطتني  كوبَ ماء ثم شراب ساخن وطلبت مني أن أعدل عن فكرة الخروج وأن  أغسل وجهي وأرتاح قليلاً

 كنت ألمح على وجهها دمعة مسحتُ خلسةً

وقالت : لن تفهمي شيء الآن

يا صغيرتي  ولا أحتمل أن أراك هكذا ...

رتبت شعري وارتديت حذائي

و فتحتُ باب البيت للخروج

وعند فتحي للباب وأنا ممسكة بالمقبض

نادتني  جدتي

 فالتفتُ إليها وقالت : مونيا لاتتهوري !

فأبعدتُ نظارتي الشمسية  : ماذا جدتي؟ 

قلت لن اخدلكم وأنا أمسح عينيها كـــطفلة قائلة : لقد صممت على تمثيل كل الأدوار بجدارة ؟! 

وسترين..... 

يتبع

💜 الاميرة قصة الغرور

الجزء الثالث


حين اتخدت قرار النفاق تمنيت لو لم أفكر بالرجوع لأرض الوطن تمنيتُ لو أني أستطيع فعل شيء لمهدي كي يعدل عن التفكير بي ، لكن ليس بالأمر السهل فالقضية أكبر مني ومنه إنها أفكار الكبار حينما تنغرس في عقول الصغار ... فقلت : نعم ، سأنجح فما اعتدتُ الإخفاق

قادرة على فعل الكثير 

وخرجت مغلقةًً الباب متسائلة..ً ( لماذا لا أحاول أن أحب مهدي لماذا لا أنظر للواقع بنظرة إيجابية قد تفتح أمامي أبواباً لم أحلم بها يوماً لم.َ نبكي على بابا ليس مناسبا لربما ؟! 

ربما ما أراه شراً هوخير.ٌ لي

ألم يكن الاختيار من دوي الخبرة والمعرفة فلم نختر

اشياء كثيرة في حياتنا

وقد يكون القدر أكبر منا ؟ إنه يرسم مسيرةحياتنا وليس أمامنا أحياناٌ إلا الرضوخ وان لم نرضخ

قل نتمرد؟!)

أظنُ أنني لن أقابل اللطف والحب بالنكران والنفاق فلم اتربى على هذا والإنسانَ لا يستطيع مهما ادعى أنه يستطيع ان يقابل الإحسان بالإساءة إلا من تربى عن الخبث ..مابالك الحب والعطاء هل سأقابله بإضعافه فمهما سأكون قوية لن أستطيع لعب دورين 

هل سأمثل الحب و الكراهية

هل لهذا القلب البريء الذي لم يدق يوماً لاحد أن ينافق

ويخون ويغدر

هل سأنجح في قرار التمثيل لدور العاشقة هل يا ترى تمزج الأضداد يوما وهذا مستحيل ..كـــطفلٍة مجنونه تتمنى لو أن يعود الزمن لاظل طفلة لا تكبر وتلعب بالعرائس 

كم أرغب أن ألعب كما كنت صغيرة دور العروس ، بصدق وحين يصير الواقع حقيقة يتحتم عليّ فعلها ؛ هذا هو المطلوب فقط ..

لقد بدا الفرح و سعادة تدغدغ قلبي ولم اعترض لمجيئه لطلب يدي.. وبداية حياة جديدة قد تكون أفضل واتخلص من طيشي وجنوني

حياة اكون فيها مسؤولة ولديّ واجبات

واتعلم الكثير منه عن خطط حياتنا المستقبليه

واحسن السير منذ البداية مع رجل 

ليس كما الرجال كما تقول جدتي

ربما يكون ملهمي لأكون شخصية أسطورية مستقبلاً قبل أن يكون زوجي نخطط ونحلم ، أراقصه واجن معه اعمل كل الاخطاء قبل الصواب اختبره بكل شيء لأن من يحب يحب عيوبنا اولا.ً ، وأضحك رغم طيشي اعيش احلامي معه لما ارسم باعماقي من افكار عقيمه وانه أقل من احلامي لما لااجن معه وأضحك بهستيريّة لاري ردة فعله ، الرجل الخرافي هذا 

لارى حبه الأفلاطوني 

وحين تمت مراسيم يومي

الذي كان غير عادي 

نمت بدموعي كما لم انم من قبل 

حتى اني لم أنزع حتى حدائي

باركت لي العائلة وجدتي المجنونه وكادت تطير فرحاً ، ثم بدات تسرد تفاصيل الحفلة و ما حدث من لهف مهدي وسعادته 

وفرحة والدته وهداياهما 

لكن هذه المرة لم أستطع ان استمع اكثر ، لجدتي التي لا تمل من مدح هذا الخرافي ، لا تكفّ عن التمسك برأيها والحديت عما يروقها لم تفكر في ما أحس به فقررت الابتعاد !

بعد ان تأففت ونهرتها 

وطلبت منهم ان يتركوني 

 بحالي 


لم أستطع النوم تلك الليلة ، أفكر بــمصيري وبتمتمات مهدي بالحفلة وبصوته الحنون وتعهده لي بالكثير وبالسعادة المستقبلية قربه..


و في الصباح أتصل بي واتفقنا على الخروج

لم استغرب طلبه ولم افكر

بل كنت متحمسة كان يوما..ً مليئاً بالمفاجآت وانتهى اليوم بسرعة 

و لم يعد الحزن والخوف يملأاني 

احسست بشيء يربطني به اكثر

هذا الرجل الذي كان طفلاً ومراهقا وكانت لنا لحظات منذ كنا صغاراً فازداد الترابط والانسجام والراحة

تنازلت عن افكاري السلبية


واصبحت ارى الغد بلون الورد والارجوان


يتبع قصة (الغرور)

الجزء الأخير

مرّ ,شهر بعد كل هذه التغييرات السريعة دون ان أنفد كل تهديداتي استغربت من سحر هذا  الرجل

الذي  قلب حياتي رأساً على عقب.. 

وأهداني  كل أحلامي

على طبق غرور

أهداني لحياتي حياة أخرى 

اجمل من أحلامي

انتزع مني الغرور وترسبات حياتي التي كنت أراها في بلاد الغرب

بدّل حياتي القديمة وشتاتي وطيشي .. 

كنت أرى تغييرى في كل مرة

كل أسبوعين أكتب الكثير من الصور الإيجابية التي أتلقاها منه ويبقى عندي  ذاك الشعور بالقيد

أو أكثر

ثم أعيد النظر في افكاري احياناً 

وطوال هذه المدة

ومن بعد الخطبة  لم افكر بالنفاق

بل كنت جد صادقة

لم أستطع أن أنفذ تهديداتى أبداً  حتى أنني لم أكلم جدتي و لم نتحدث يوماً عن صديقتي التي كنت  قد رشحتها له بديلاً عني

كنت أتواصل مع مهدي

لما أحس بداخلي

لأعود ، وأهرب من عيون جدتي حين تقول لي :

 أين وصل مخطط نفاقك

أضحك كثيراً فتقول امممم... 

 لقد رزقني الله روحاً تشبه الأحلام التي تمنيتها استعدت روح تلك الطفلة الحالمة التى أحبها مهدي بل وأحبها جداً

لكنه لم يستطع أن ينسيني أحلامي الكبيرة الشاهقة

و ذات يوم كنتُ اتمشى

رأيته عائداً إلى البيت 

وبدت ملامحه أكثر جاذبية

و قوة

وقد تغيرت به أشياء كثيرة..

إذ بدا أكثر أشراقاـ مما كان

لقد ظهرت في ملامحه 

ورود حبي والسعادة 

ففي بريق عينيه قوة فوق قوة شيء في وجهه يشبهني وتحدياتي

و شيءٌ في قلبه يشبه قلبي ..

أي سحر وأي جرعة أهدتها لنا الحياة ما هذا ؟

 لم يعد  خطيب وحبيب فحسب  

ألقيتُ عليه السلام

بدا براقا وحالماً ومغامراً

يشبهني كثيرا حالماً

لم ينظر لعيني وروحي كما كنت أفعلُ انا دائماً  ..

بل كان افضل مني بكثير

فعلا إنه شخصية خرافية

مختصرة كل العبارات !

و كم بدوتُ  اشبهه..

إنها مبادرة تستحق العناء..

طلبتُ منه أن يأخذني لكل الأماكن

ووصلت إليها

لم يتحدث معي في الطريق ولم ينطق بأي كلمة ، تركني أقود السيارة و في ملامحه خوف كبير عليّ

لم أشعر أن طباعه ستعوق حريتي وطموحاتي وأحلامي ... 

تحدثنا كثيراً عما يخصُ حياتنا معاً حكيت له عن أحلامي 

عن مخاوفي السابقة كنت كتاباً مفتوحاً مبسطاً سهل القراءة

ثم سألته :

 لماكنت مصرا علي

رغم معرفتك بعدم قدرتي على العيش هنا ؟!

قال وهو يشعل سيجارة  :

نعم  لم أكذب علي نفسي يوماً ولستُ من الرجال  الكاذبين في مشاعرهم يا عزيزتي

كنت أعلم انني سأنجبك من جديد  وسأعلمك وسأغرس فيك حبي وأسقيك دون كلل أو ملل

قلت له :

لماذا لم تكن جريئاً أو أن تزعجني   ألم أقل لكِ دوما : أنك صديق وأننا سنبقى أصدقاء ؟ 

فابتسم قائلا : لقد سكنت قلبي وروحي منذ زمن

وهذا  لا يعني أن أرغمك على حبي ! 

قلت له : أنا أيضاً أفتقد الأمان وخائفة من كل الرجال

فقال لي : 

دعينا نكون عقلانيين مثاليين

حتى بعد استقرارك هنا او سفرنا هناك

  ليشعر من حولنا أننا فعلا  لسنا

إلّا ارواحاً طيبة التقت بعد توفيق الله ! 

فقلت :  ليس هناك أجمل من هذا أليس هذا ما يدعو له الجميع ؟ 

فقد بدأنا بالتعافي من جنوننا 

الصبياني

و يمرُ الآن عام كاملٌ دون أن يبعد أحدنا عن الاخر

لمت نفسي كم كنت قصيرة النظر ؟! 

تحدثنا عن جنوننا وكم كنت أعتقد أنك لاتناسب أحلامي وستخنقني  وأخبرته :

 أنني كنت أعتقد انك رجل تقليدي

واخبرته : بكل شيء

فقاطعني قائلا : لا داعي

لننسى ماكان ونستعد ونسعد بما سيكون..

وبعد برهة صمت قلت له :

هل تذكر أفراح الطفولة ؟ 

قال : نعم كنت تلك الأميرة المتعجرفة المجنونة

فضحكت وضحكتُ  كثيراً

تحدثنا عن شجاعته وإنقاذه لي دائما من بعض  التوترات والمشاجرات آنذاك

 وعن زفافنا الطفولي المليءِ

بخجلنا  وسخريتنا في الصغر .

في تلك الجلسة..

ضحك بشدة وبغزارة 

وقال : هل ستعود تلك الايام

فقلت : أكيد طبعا إن شاء الله

 لكن ونحن أنضج وأصدق

فقال :

إنك اميرتي التي طالما تمنيتها

فقلت له :

وأنت الخرافي الذي اختاره لي القدر

 نعم نعم

لقد سحقت بجمال روحك كل غروري


انتهت

  الاميرة  مونيا بنيو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماذا يحدث في الارض بقلم مونيا بنيو منيرة

 ماذا يحدث في الأرض  ( الحلقة الأولى ) في هذه الأرض  وعلى ظهرها وعمق غاباتها وبين وديانها وقمم جبالها  مخلوق….  فضله الخالق وصنعه بنفسه  ونف...