السبت، 18 نوفمبر 2023

اوراق العمر بقلم مونيابنيومنيرة

 


اوراق_العمر 


تبكي كل يوم .. تقرر الانتحار 

لكن هناك صوت بأعماقها يقول 

ما كنت يوماً ابنةَ سوء ..

لم تقترفي ذنباً و لم تُغضبي الله

 فما أنت إلا ضحية ...

يصدر أنين من داخلها .. إنه القدر وقوة خفية يقذفها صاحب الأمر..

يا الله يا الله ....

 بدأت القصة حين أصبحت شابةً

تلفت انظار الجميع بجمالها وعفتها وحسن خلقها وحيائها ..

كان كل شيء عادياً إلى أن تعرضت لاعتداء وحشيٍّ في غفلة منها و بتخطيط من ذوي القلوب المريضة ..

لكن رحمة الله وعونه وهداياه التي لا تقدّر بثمن .. كيف اسميه

وماذا أقول وكيف أنطلق للحديث عن رجل ؟! وفي أية خانة أصنفه 

وكيف سأجد له نعتاً مناسباً ليسجله التاريخ و يحكي عن 

مواقفه وحنكته فهو ينظر للوجود من باب رجولته وحسب ....

 وينظر لمن حوله من باب أنه قوّام عليهم ... وينظر لكل ما أسندت له الدنيا من مهام من باب أنه راعٍ لرعيته ... مثابر في عمله قليل الحال ؛ يكد ويجتهد ليحضر قوت أهله مما فتح الله عليه من زرق . ومنذ أن قاده النصيب إليها ...

كان اسمها  خديحة  ابنةُ عائلة معروفة  نشأت في القرب منه والتي هو على دراية بأنها من أطهر البنات فسبحان من عجل بزواجه في أحلك أيامها ... و لله في أمره وتدبّره شؤون .


تزوجها في الشهر الثاني بعد حملها الذي نتج عن ذاك  الاعتداء في إحدى ليالي فرح أقاربها من محتال نجس وتخطيط مرضيّ

وهو لا يحتسب لشيء .

إنها فاجعة  ليلة عرسه التي قادته إلى أن يهرب إلى محرابه ليناجي ربه و يصمت كصمت زكريا طيلة سبعة أشهر ..و قد ادخل الله في قلبه البصيرة والحكمة .


   كان ذا عقل يزن ما لم يفقهه الكثيرون  وما أسهل أن نتصرف بطيش و ما أصعب ان نكون في هذا الوجود .. معادلاتٍ و ارقاماً و إرثاً للأجيال .


ورغم ضعف حاله وخوفه ربه ورجولته التي تحتمل ما لم تحتمله  إلا  النفوس المعطرة بعطر الرأفة فرغم  الفقر والعوز  دائمآ يقوّي عزيمته بالصلاة والشكر ويقول :

وعسى أن يكون في ما كرهت خيراً كبيراً ، 

ازدان في عتمة ذلك البيت زهرة تفوح من جنباتها البركة و دخل مع مولدها الرزق والفرح 

وكان استقباله لنايا  سبحان من يبدّل القلوب و يغيّر النفوس 

فقد فتح الله بمولدها بساطاً من

من الرأفة والتآلف بعد حوارات واعترافات اثمرت مودةً وانسجاماً و تفاهماً كأنه الربيع حل بسحره وجماله .


 مرّتِ الأيامُ وكانت الصغيرة نايا قرة عينه ووالدتها حبيبة قلبه  

وتوالت الأشهر و حبها ينمو و يكبر حتى امتلأ قلب نايا بالحب 

كأنها بنت صلبه وما ميزها عن أخوتها فلم تجد صعوبةً في نشأتها 

ولم تجد غير  الخنان في حضن أب لم يكن أباها بل كان  بقلبه بعطف عشرةِ آباء؛

وكأن يخاف الله فيها وفي والدتها .


تسارعت السنون وكبرت نايا 

وتفوقت و امتلأت جمالاً وحيويةً 

تملأ الكون فرحاً وتغدق بإسراف على كل أسرتها .


يتبع 

مونيا_بنيو_منيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماذا يحدث في الارض بقلم مونيا بنيو منيرة

 ماذا يحدث في الأرض  ( الحلقة الأولى ) في هذه الأرض  وعلى ظهرها وعمق غاباتها وبين وديانها وقمم جبالها  مخلوق….  فضله الخالق وصنعه بنفسه  ونف...