الخميس، 23 نوفمبر 2023

إلى الاطفال.. سأكتب بقلم وسام الحرفوش

 إلى الأطفال ... سأكتب ...


إلى العيون الغارقة بالأسى ..

إلى القلوب التي تنزف أحلاماً بريئة 

أحلاماً صغيرة ...

إلى أطفال بشبهون الأطفال

بأعمارهم والعجائز بأشكالهم

إلى ذاك الشيب الذى غزا فكرهم 

وشرد ذاكرتهم ...

حتى نسوا كيف يلعبون

وقد أصبحوا هم اللعبة

وبدل أن يعيشوا أحلامهم

باتوا يشيّعون كل يوم حلماً صغيراً

والتحفوا أفكارهم بمعاطف الهواجس والقهر والحرمان 

وانتعلوا أحذية الكوابيس المخيفة الممزقة

ليسيروا في وطن الأوهام والخيالات

وطن لا يعرفون منه إلا اسمه 

وبضع كلمات حماسية متلعثمة تسمى نشيد الوطن

ورقعة قماش ملونة ... عرفوها ... بأنها العَلم

وتمنوا لو سُترت أجسادهم الباردة 

بمثل هذي الألوان الزائفة


إلى من يمشون في طريق المجاهل المعتمة

وغياهب مستقبل لا معطيات فيه إلا الهزيمة

فيقطفون وريقات التين اليابسة

علها تستر عورات تاريخهم ليحلموا بعيش كريم

يشعرهم أنهم ليسوا سبايا لأطماع الجنس الآخر المعتلي عروش أوهامهم وآمالهم ...

ويصطادون جياعهم بذئاب التيه المتباكية الضارية


... هم ولدوا من رحم النفاق

ورضعوا من أثداء الشقاء

وتربوا على فانتازيا الوفاء

والرضا والتسليم بنهاية جميلة

تحفظ أحلامهم بلحودٍ نظيفة

علها تكون مريحة أكثر من خيام ملاجئهم

و زمهرير قهرهم و وابل ضياعهم

ونشور أفكارهم ومومياء حكامهم

علهم يولدون زهرة تعطّر إخوانهم

أو شوكةً تفقأ عين الظالمين


أعطهم خبزاًً يعطوكَ حباً

أعطهم وطناً .. ليعطوك إنساناً

ففي وطن ٍ يكون الطفل فيه حافياً

هو وطن لا قيمة له أكثرَ 

من فردة حذاء


وسام الحرفوش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماذا يحدث في الارض بقلم مونيا بنيو منيرة

 ماذا يحدث في الأرض  ( الحلقة الأولى ) في هذه الأرض  وعلى ظهرها وعمق غاباتها وبين وديانها وقمم جبالها  مخلوق….  فضله الخالق وصنعه بنفسه  ونف...