خَمْر الْحَنِيْن . . .
وَلَسْت أَدْرَى أهو نُهِير عُذِّب يَنْبُعُ مِنْ صَدْرِك وَيَصُبّ الْحَبّ بصَميم أعماقي ومهجتي . . .
والليل يَسْتَبِيح أشجاني وأشواقي وَيَزِيد دَوْمًا مِن صَبابَتي وَنَارُهَا وسُهدِي ولَوْعَتِي . . .
وَشَمْس أَشْرَقَت أَتْبَعَهَا كَأَنِّي كَوْكَب بمدارها خَالِدَة وَلَيْسَ لَهَا غُرُوب بِالْفُؤَاد وبِدُنيَتي . . .
وَخَمْرٌ الْحُنَيْن أَعْظَم ثُمالَة مِنْ غَيْرِهَا تَأْخُذ بِتَلابِيب عَقْلِيٌّ ونَبضِي فَلَا أفيق مِن نَشوَتي . . .
وعَشِقت طَيفِك حِين يَلُوح وعَشِقت الْبَنَفْسَج فِيك فَكُنْت وسَتظَلين دَوْمًا أَنْت زَهرَتي . . .
أَن يخطفك الْغُيَّاب وَتَغِيبُ عَنْ الْعُيُونِ فَدَوماً بِالْفُؤَاد مُقِيمَة وَفِى رَوْحَتَي وغَدوتي . . .
وَأَحْبَبْتُك بِكُلِّ مَا أُوتِيت مِنْ هَوًى وَبِكُلِّ جَارِحَةٍ حَتَّى أَمْسَيْت أَنْتَ هُوَ أَنَا وَنَسِيت هويتي . . .
يَلُومُنِي فِى عِشقِك كُلّ جَهُول وَعَزُول لَيْتَه يَعْلَمُ أَنِّي وَهَبْتُك رُوحِي وَالْفَرَح بِمُهجَتي . . .
وَأَخْفِي أشوَاقي وَمَا أعاني مِن غَرَام وَفِى اللَّيْل يَمور وَيَثُور وَيُنْشِد ويهذى بِقَصيدتي . . .
وَتُبَدَّى الْعُيُون مَا تُخْفِيهِ الْقُلُوب وتتحدث بِالدَّمْع وَعَظِيم الشَّوْق والهُيَام بِخَلوَتي . . .
(فارس القلم)
بقلمى / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .