قُصُورٌ اللَّيَالِى . . .
وَقُصُور اللَّيَالِى شَيدتُها بِالآمَال والأَمَانى أَعِيش فِى كُلَّ لَيْلَةٍ كَأَنَّهَا أوَّلِ لِقَاءٍ لِطيفِك بأحلاَمِي . . .
وَالشَّوْق يَسْكُن الْأَحْدَاق وَمَعَه ظُنونِي وَحُنَيْن يَسْبِقَنِي إلَيْك مَعَه روحى لِتُلْقَى إلَيْك سَلَامِي . . .
مَهْمَا طَالَ الشَّوْق وعِشقِي فَإِنَّه فِى عُمْرِي مَا هُوَ إلَّا ثَوَانِي عَدَا الِانْتِظَار فَإِنَّهُ كَانَ نَبَع آلامِّيّ . . .
بِصِدْق وَوَفَاء وبطيب نَفْس ومِن عُمقِي كَان عِشْقِي وينبع مِنْه قَصِيدِي وكَلِمَاتِي وَشَهِد أَيَّامِي . . .
لَك وَهَبَت الرُّوح وَكُلّ دَقَّه قَلْب تَهْتِف بِحُرُوف إِسْمُك مَنْ ذَا الَّذِى يَمْلِك كَلِمَتَي وَعَظِيم غَرَامِي . . .
دَعِىِّ حُزْنِي وَضَيْعَتِي فِى حُبُّك ودَعِىِّ أوجاعِكِ فَقَدْ لَاحَ بِالسَّمَاء فَجْر عَشِق أَيْقَظ صَبَاحِي . . .
تعالىِّ إلَى لِقَاءِ الْحَرْف وَعَنَاقٌ الرُّوح فَدُونَه الْحَيَاة دُجَى مُظْلِم فَأغمضِ عَيْنَيْكِ كَى تَرَانِي . . .
أَن قَلْب مَسُّه الْغَرَام لايرى غَيْرِ سَلَامٍ وَجَمَال الْكَوْن فتباً لِكُلّ جَهُول فِى عِشْقِي هَجَانِي . . .
يَا نُور الْكَوْن وَرَبِيعَهُ وَأَمَل الْحَيَاة أَنتِ فَقَدْ أَصْبَحْتَ سَاقِى السَّعْد وبَهجَتي وحَنان وَلَحْن زَمَانِي . . .
قَد زُرِعَت الْيَاسَمِين وَتَرَكَتْه يَتْلُو تَرَانِيم عِشْقِي لَك عَلَى سُفُوح السُّطُور ليشرح قِمَّة هُيَامِي . . .
يَلُوح طيفك بدجى لَيْلِي وَخَاطِرِي فيفوح مِنْ الْحُرُوفِ عِطْرِك بيراع يَنْطَلِقَ بِهِ لِسَانِي . . .
(فارس القلم)
بقلمى / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .