...و...رواية رحلة بلا حدود للفقير إلى الله كامل حسانين ،مصر...و...
هذي المليحة في رداء أخضر
مثل الغصين بروض أمل مزهر
حوراء ينبت في حدائقها الأمل
و يروي قلبي فيض نهر الكوثر
و النيل منها من جداول حسنها
و الطلع في فنن بهي مثمر
هيا تعال وجد قلبي قاتلي
قد ذاب حبا في بعادك خاطري
و هام يرجو من حبيب قطرة
بل يرجو نهرا من جمال ناظري
و النيل يمضي و الجداول و الربا
يبتاع منه لو ما سار و يشتري
حبيب قلب في جمال المشهد
بالماض يسبح في المياه وحاضر
طوق النجاة إذا غرقت بجدول
و حسن خير إن تضيق بمعسر
هذي الحياة فكل هم زائل
و ليس أرقى من حياة المنذر
فلو ما جال في بساتين المنى
هيمان يرتع في نعيم الموسر
اقبل حبيبي قد سئمت من الضنا
كم تردي قلبي سيئات الخاسر
و قد خسرتك بعدما الليل انقضى
و هل ضوء في نهار نادر
ما عدت ألمح من بريقه ما يرى
و كل ألم في الحنايا ماطر
مني تمكن ثم أردى خطرتي
و ذبت ألما في خيال الساهر
حتى التقيتك بعدما عز اللقا
فكنت من فرط المحبة آسري
سرنا سويا في رويضات الهنا
و كنت أحيا في ربيع القاصر
و حالي دوما في الحياة هو الذي
بين الخفي من الأمور و ظاهر
فلتكتبن إذا ما شئت روايتي
و خط حسنا في فصولها و انثر
و دع ضياءك يستضيء بها السنا
و استبق منها للمسافر و انشر
إن الضياء لكم تجمل دربنا
هيا تقدم في رياضنا و ابصر
فلا تهاجم مثلما ذئب الدجى
و تأتي حينا في ثياب الشاعر
و النار تنفث في جحيمها و اللظى
كمثل وحش في غابات كاسر
لا ريب أنك لو فعلت لخاسر
و سيأتي نصري من عظيم قادر
حتى عدونا و الدنا في غفلة
و المسك فيها من غدير عاطر
ثم مشينا في ظلال حدائق
و النبض حن في الفؤاد و خاطر
و الطير غنى في مشاهد بهجة
في مستفيض من آثار السائر
و صار يهتف من أنين راقنا
نبض المسافر في الزمان الثائر
يا دوحة الأمل المعنى ها أنا
مع الحبيبة في نعيم آسر
هات إلينا ما يطيب مذاقه
فالغيث يأتي من قطوف مزاهر
و السقيا هلت من جداول بهجة
و الشمس طلعت في ابتسام مؤشر
غفر الإله لكل عاص ذلة
فاصفح و سامح مثل ذلك و اغفر
من أنت حتى في المهالك تلقنا
إن اللقاء بذات يوم المحشر
اغمض جفونا في مداها ساهرة
و اترك عيونا في هيام نوادر
و اقبل تعال شاق يومي ما أرى
من مصر إني صحب عمري قاهري
قد همت فيها و الزمان بنا سرى
و خطرت أعدو دون أدنى تأثر
مما سطرت تضاحكت في بسمة
ردت علي و في بديع الأسطر
ثم اتجهنا في ظلال الدوحة
و علينا دامت مجبرات خواطر
و ظللت ألمس من بقايا عثرتي
حتى مضيت بلا وميض تعثر
غراء قلبي في هواها سرى كما
موج المحبة في شفيف المظهر
و سررت منها آن تسقي وردة
و دنوت أقبل دون فيض تناثر
نثرت حنينا و السماء بها سمت
سقت المنايا من دماء مقدر
كيف انتهينا فلا البداية دارنا
ولا النهاية في عيون الناظر
بلا حدود إلى بقاء سافرت
طيف اللقاء و عند درب مسافر
أرض الوفاء إذ استقامت أمة
نهر العطاء و طيبات تأثر
ثم امتطينا متن خيل هائم
في صبر عدو من صمود حوافر
و الخيل تعدو و الجبال لنا بدت
من بعض قفرها كاسرات خواطر
ما قد يأسنا بل بلغنا متنها
ثم استقمنا في جوار الناصر
و الدنيا هلت في جماعات ترى
و أتت فرادى مجبرات الخاطر
و الروض باد مثلما طيف الهوى
و الليل حل على شواطيء مبصر
و الهدهد المبسوط صف جناحه
من ذات سبأ وفي عيون الكوثر
و بذات مركب أحلام لقيت سنا
من نور حب في الحلاوة نير
حوراء تقبل فالدنيا تهيم بها
و الذكرى هلت في لقاء الأسمر
بمن يحب وكم يسافر موجه
نهر نيل دون أدنى مخاطر
قلبي رفيقك بل ظل الكيان بك
أنا من أتوق على مدار الأعصر
متى اللقاء فهجر ذاتك قاتلي
كبدر ليل في السماء مدور
أنت تبدو و حسن طلعك منيتي
قد تاه حرفي في عظيم تناثر
فلملمت بعضي بعدما أتت النذر
و جئت لي في لباس مغامر
تطوي الفيافي و الربا و دروبها
و تخط لحنا في طلاوة ماهر
و يفيض أدب من عطور أنامل
و تزود عني في اباء الثائر
وقد نعمنا في جنان قد أتت
من بعد صبر يا لسعدك فاصبر
ذاك ذئب في الجبال أتى لنا
قم فالتقيه إذا أردت و حاذر
أنا لا أخاف ومن حسامي ضربة
ترديه دهرا في ظلام مقابر
سافرت فيها و الدنيا تهيم بها
و جمعت منها من رقيق نوادر
بيداء عمري و الخوف العظيم يرى
القلب أهلك فكيف يبقي خاطري
و الليل فيها أقدار رضينا ،هي
إلينا تأتي في ثياب مسطر
إني عشقتها حوراء العيون مها
ذات البراءة و الرداء الأخضر
قد كان يمضي بالحروب مزمجرا
دأب الأسود و سعي كل مشمر
عن ساعدين لما العوان تسعرت
و خاض المنايا عند كل مسعر
مكثت أهب إذا لقيته مهجتي
و ظل يطعن في سلوك الغادر
فأردى ذاتي من حسام بغائه
و شرعت أهرب في غطاء مدثر
حتى اتاني من أحب و كان لي
كبريق أمل في بهاء القيصر
في الخير أمضي منذ بدء النشأة
و تراك تسبح في بحور المنكر
إني أقولها يا ظلوما قولتي
و إني سأفعل ما رميت فمرر
ظلما و جورا كيف شئت فأينما
و ليت وجهك ولو بحالك مقبر
سألتقيك بعون رب عادل
و أذيق نفسك من سموم المحبر
...و...رواية رحلة بلا حدود للفقير إلى الله كامل حسانين، مصر ...و...
