أى الكلمات أهديك ياأمى.... خالدصالح
فى البداية، أتحدى كل من أبحر فى سفن الكلمات من كتّاب، وشعراء، وكل من جلس على كرسيه ممتطياً قلماً ليعبر به عن كلمات يهديها لأمه فى هذا الوقت، كم عجز فكره عن إيجاد كلمات تغزل ثوباً على قدر أمه،. كم ظل الفكر مُثارا فى خضم المعانى المزدحمة نحو حبه و قناعته الكاملة لتلك السيدة المقصودة ( أمه ).
إننا جميعاً وقفناً كثيراً عندها، كأننا عُبّاد فى محرابها نبتهل، وحُقّ لها التعبد؛لأنها واحدة فى أثواب مختلفة.
هذا هو العدل بعينه الذى لا يختلف عليه ابنٌ بار، تجاه هذه المرأة التى وهبت للأرض خليفة، و للحياة محبّ، مُقدمةً له كل الطاقات التى تملكها ــ وربما التى لا تملكها ــ من أجل إبقاءه منعماً على هذة البسيطة.
هذه الإثارة الذهنية التى توحى باعتراك الأفكار وتلاطم أمواجها داخل الفكر ؛ تخبـــــــــرك أن الأم لا تقدر بكلمات وحروف،نتغنى بها على أوتار الورق.
الأم واحدة، نقش لا يتغير فى كل المخلوقات،و على مر العصور
هى نفسها فى البشر،فى الحيوان حتى فى الشجر والنبات،
و عالم الجن الذى لا نراه ؛ فى كلٍ الأم هى الحصن،والقوة،
من هنا لا طاقة لى إلا ان أقول:
أىُّ الكلمات اهديك يا أمى...
قم والقى بأقلامك فى طى الزمان
فأمى لا تحويها كل ألفاظ اللســـان...
أمى كل المعانى
إن شئت قل أمى هى وهبة الرحمن
أصرخ من عمق القلب أمى نبع الحنان
أمى حصن أمان
سيعلو صداها فى السماء عند الجنان
الزم خُطاها
و قل ارحمهما ربى كما ربيانى
أمى فرحى وأخزنى
اسمع حبيب الله أحمد يقول جبريل أتانى
يقول امِّن يا محمد
خاب من عصاهما فقد عصانى
أمى نبع الحنان
أمى جنتى و خلودى
و كلٌ سواها متاع فان
أى الكلمات اهديك يا أمى
و أنت ... .... كل الأمانى
....بقلم خالد صالح فرج
مصر
