أوقفوا سيارته عند منعطف مؤداه إلى قريته بعد أن نصبوا كمينهم، أطلقوا نيران حقدهم، فتهاوى جسده دون أن تسقط عزته، تناولته الأرض بكل حنو وراحت تمزج قطرات دمه بحبات تربتها ليزداد عنفوانها كبرياءً، بينما أخذت روحه تتسامى لترقى عنان السماء بيرقاً شامخاً يأبى الإنحناء، تلقفتها ملائكة الرحمة بزغاريد التهاليل مرحبة بمن جاء، و على الأرض اعتلى صوت المآذن ينعي من كانت سيرته محبة وفداء.
وعند شروق الشمس أويَّ جثمانه إلى رمثه نوراً يشع سرمدية البهاء والضياء، وأضحت سيرته ذكرى على صفحات البطولة عنواناً لفداء الأرض ومنارة اقتداء، ونبت البنفسج على حواف قبره مبتهجاً رغم حزنه المعتق مُعَبّراً بنسائم عطره عن طيب مَنْ غفت عيناه تحت التراب.
حلب - سورية
٢٠٢٢/١٠/٢٧