معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس يكتب :
( قلت و قالت )
.....................................
قالت :
أحبك بطول المشرقين
وبعد الخافقين وأهواك
من الآن لما بعد الكون
ولا أنساك بعد الموت
وأعشق منك ذاك الفؤاد
وأعذب حالي مرتين بالفوت
لأكون هناك سنديانة فداك
تحت أمرك بين الوادي والغابات
وفوق الربوات وأعلى الوهدات
وبين التلال والجبال والفيافي
والهضاب تهرب من جنوني
وأراقصك وأدق على الأبواب
بتلاقي الأنهار بالبحار بالمحيطات
الصحاري سأجعلها لك بلا رمال
فوق الأمواج وعلى الرخام
سأمنحك المنال بعد المنال
وأفتخر وافتح لك القنال
ولن أخليك تنام بالهجر والوصال.
قلت : قليل هذا
على مابي من نفحات ورضوان
ولن أقسم بما تبقى منك
من سرعة الرهوان
فأغلظ الإيمان بالوئام رحمات
تدعوني إليك لأقترب من الدعوات
ومن ذاتك الشجية بلا هفوات
من الوجدان للشريان
للوريد للأعظمية
بمنتهى الوتين وبضفاف النيل
وفي اليم والساحل والخالدية
أقذف نفسي فيك بالعاجل
يا أمهرية وبلا حدود
حتى تستفيق التخوم
وبين يديك العسجدية ذاتي
وأفوق من عرس الغرام التراثي
على قبلة من شفتيك قبل راسي
كانت مرادي وهدفي وانتقامي.
قالت :
الحب يا صديقي ويا أعز المرام
دوران بلا توقف
كواكب بلا تمركز
هذيان وعنفوان وتثقف وتمدن
وأفعال ترنو للعلا وتصبو
ليس لها مثيل أو بديل أو تعطيل
للغوالي تربو وتدوم
وتتمدد بتمكن وتروم
على التمني بحكمة اللجام وتزوم
وعلى الأقوال شباك السؤال
تشدو فوق الصراع باللقاء.
قلت : يا أنت والوفاء يداهمني
يا من بعثرت مهجتي بالشقاء
ونمت على شغاف زندي بالصفاء
وشكلت وسكبت قهوتي بلا اعتناء
شيدت لك في الميدان تمثالا
من زمرد وعقيق وبهاء
وسميته الحرية والنقاء
وقلبي يطيش بالشفاء
من مقام العبودية والبقاء
فهل أنت ملكي؟!
فقالت بعصبية وانتماء :
روحي كانت لك الأمن
من غدر الزمان
وكانت لك في القيظ مهرجان
ودوحة الأمان ورمانة الميزان
وهنا في القلب نسمة البدر قمران
ودرب لا يسلكه إلا أنت بلا زوغان.
قلت : سأوجعك بروعة الحلم
وأرهبك بربقة جزالة الضم
وسأكسر الخجل وحمرة الورد
يا غزالة من الثغر والفم
وأعصر خمرة الخد في العلم
بقضمة الضيم على الشفتين
حتى تستسلمي يا فرحة العمر
لسحابة الغيم وإبرة العلم
بلا شرط بلاقيد على النهرين
فقد اهتز الغصن هذا اليوم
بالشغل والوصل والصوم.
.........................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق