الأحد بقلم داوود بلال نوح

 الاحد/الليلة الخامسة من شهر  ديسمبر   الوقت / ٢٠-١٠ دقيقة مساء. 

ليس مقصود السرد بجديد  فانت تعلمه ولكن الامر هو  تعلمه  واول الكلمات  اللاخوف  الاعتراف  اليقين الخلاص    إنه الرحيل 

يقول داوود "عجبا للإنسان يموت كل يوم وما زال يخاف الموت, 

ينفصل عن الدنيا والام والاب والاهل  كل يوم  ويرحل من عالم الوعي الى  اللاوعي اللاإراده 

ابدء  ب بسم الله الرحمن الرحيم  ،، 

اما عن هذا السرد  فهو كفيل بأخراجك من دوائر الخوف 

هيا بنا انا وانت  لنذهب الىٰ رحلة  فقط اريدك ان تتنفس هذه الاحرف،، 

انت عندما تنام لا تدري بشيئ كلياً  تنقطع لو ظللت نائما هكذا طوال عمرك لن يفرق الامر معك  لأنك   لا موجود  لا حاضر  لا شعور  لا أنت  يقول الله عز وجل {{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِى قَضٰى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرٰىٓ إِلٰىٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }} 

[ سورة الزمر : 42 ]

فهيا بنا لنتفكر قليلاً ولنتدبر ولنعيش الموقف   ذهبت الى فراشك لترتاح  بعد يوما طويلا من الاشغال   لقد كنت تمتلك الجوارح وما غفلت الا ان ذهبت من عالم الوعي الى اللاوعي  ، قل لي بماذا شعرت  هل تتذكر اللحظة التي انتقلت  بها  ( اللحظة الفاصلة بين  الوجود 

واللاوجود  ؟!  

نعم لا تتذكر لقد كنت في ثانيه ولم تكن في ثانية  لقد #مت  

فهل تمتلك القدرة علىٰ الخروج؟!   لا لا تمتلك اي قدرة او ارادة وكيف تمتلك وانت غير موجود  لقد فارقت الحياة  {{ إنه موت كل يوم}} 

_____________________

ما رأيك نتدرج من كل الحدود  قليلاً؟!   الله علم آدم الاسماء كلها  وما علم آدم علم للبشرية وللخلفة كلها  ،،؟!!!!  هناك  حيوان أسمه  [هزكولويونيوس ون]  ما الذي خطر ببالك الان هل تهيأ لك هذا الحيوان وصورته بعقلك؟!  #لا  لانه اللاشيئ

ولـكن تعال قليلاً هناك حيوان  أسمه [ الفيل]  ما الذي خطر ببالك الان هل صورته بعقلك؟!   نعم  لأنه شيئ انه موجود  ومعروف ومعلوم عقلك الان يصوره تماماً لانه موجود  اما  الهزكولويونيوس ون  هو العدم جُرد من الوصف والوجود، انت عندما تنام  تكون  غير موجود. 

________________________

ذكرني ذلك بالموت الحقيقي   قلت لنفسي ما دمنا نفقد ارادتنا  وقدرتنا ونصير  عدماً ومرتاحين   فلماذا نخاف من الموت الحقيقي؟! 

سأرد عن هذا برد حكيم وواعي لكي تصل اليك الحروف مجردة من التعقيد،، 

ولأن السرد طال قليلاً  يمكنك ان تأخذ بالمجمل وترحل ويمكنك ان تعيش معي في رحلة المفصل  

 اما المجمل  لأن الموت الحقيقي ليس بمعناه الحقيقي ليس مثل النوم عدماً  بالعكس الموت هو الوجود هو النقلة الى آخر  محطة هو الخلود وليس العدم]  فالاجابة عن السؤال بالمجمل هي {{ الموت وجود لا عدم والنوم عدم لا وجود}} 

اما #المفصل 

فان الانسان يخاف الموت لانه بطبيعته ظنان وشكاك وخائف ولعل شكه هذه المرة فقط هو ايمانه_المطلق  بحد ذاته   لانه يعلم انه بعدما يموت سيقابل عالما آخر وحياة اخرى  سيكون فيها مغترباً وحيداً يسمع قعر النعال وهي راجعة الى الكابوس الاول 

تأخذنا هذه الكلمات الىٰ اشد الطواغيت الضالة التي أكرهها انهم ( الي هود) تراهم اشد الناس خوفا من الموت ومفارقة الحياة لانهم يعلمون ان رحيلهم من هنا هو النقطة الفاصلة بينهم وبين الجحيم 

اما زلت معي؟!  تفهمتني  يا اخي 

انت لن يفرق معك متى ستنام وفي اي وقت ستنام مع انك تعلم انك في مدة النوم هذه تفارق الدنيا والاهل والعشيرة  وانت مرتاح تماماً ولن تكون واعياً من الاصل لتقول متىٰ سأفيق من النوم  ليس بيدك ارادة لترجع الى الحياة مرة أخرىٰ ولكنك ترجع تلقائياً  بدون وعي منك 

ولكن يفرق معك الموت مع انه مثل النوم لكن قلبك ونفسك وكل جوارحك لديهم ايمان ان الموت هذا مختلف  { لانه ليس موتاً بل ترحالاً  وانتقال ليس عدماً بل وجود}  

ولكن الذي يخيفنا هو  النقطة_الفاصلة  فالنقطه الفاصلة بين الحياة والنوم لا تفرق معك انت فقط ستضع رأسك على مخدتك وتغوص في اي لحظة لست واعياً متى نمت بها  ،  اما النقطه الفاصلة بين الحياة والموت الحقيقي هي التي تخافها وتفرق معك  انها  سكرات_الموت تكون فيها واعياً مدركاً  بمفارقتك لاهلك مرفوعة عنك الحجب ﴿ ليس مثل النوم لحظة انتقاله غير مدركه﴾

اعلم ان سردي طال ولكن  اعلم ايضاً انك رافقتني في رحلة الاحرف هذه  وارتحت لتلك الكلمات،، 

في النهاية 

{{النوم الذي لا نخاف منه  هو الموت الحقيقي والعدم الحقيقي،،  اما الموت الذي نخاف منه هو الوجود  والانتقال  الىٰ عالم الخلود}} 

وهذاَ الخلود  انت الذي تختار ان كان  مريحاً  ام غير مريحاً

انه خلودك فأختر ما شئت.  وعش ما شئت فإنك ميت.. 

انتهىٰ السرد  

داوود. بلال نوح