الأربعاء، 9 مارس 2022

من ديوان انت وانا بقلم معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس

 يقول من ديوان :  ( أنت وانا ) 

*************************

        ( فيروزة الجان ) 

    يا مليكة الجان

 أنا منك لا أدنو فتحرقني

 صياغة شمسك الذهب

 ولا فرشاة الرسم تحبو 

 نحو فراشاتك الزغب

 فتهوي إليك هنا مراسمك

 بعيدا عن الإعصار والأنواء

 قريبا من الأنوار والأضواء

وما بينهما من إيواء وأجواء

 وإيماءات الأزرق الكحلي

 والأحمر العبسي والفستقي

والأسفنجي والكستنائي والأرجواني

والأخضر العنبي والمسهب للعيون

و المشتى والمصيف والمطرز والمزخرف والمحلى والمصفى والمظلل والمشهب بالنجوم

كل ألوان فساتينك وبساتينك

ومزارع تفاحك وخوخك وتينك  وغيطان شغاف الكروم

 ألوان وأنغام وفراديس

  وصعود دهاليز وتفاسير أساطير 

  وصور ألواح ورسومات وبراويز

 تروي المنى دوما بالأقاويل

 تحنو على الذات بالشذى والقناديل

 فنزهو في السما ونلهو كالقطا

ونربو على الفلوات كما الأيائل والمها

 ونقري بأحلى ما فينا

وما عندنا غير المشاعر الفياضة

تشابك مابيني وتجافي ما بينك 

باستفاقة دافئة وإفاضة خلاقة

 تعارك مآقينا وتصالح سواجينا

وكل ما نبت فيهم وقد وفينا

أنا عنك ما دللتهم أبدا

وما قصصت لهم شيئا

عن السحر والدلال وما قد روينا

وخبايا الجان الراسخ فيك

حين نكون بوادينا

ولا غررت بشكواهم من غور النصال

 ولا سألت عن حمقاهم بشج العضال

 ولا قفزت بعيدا للمحال

عن قمة الوصل والكمال

 لكنهم عنك كلما غاروا حكوا وقصوا

 وكلما عادوا زاغوا ومالوا وما بصروا

 وكلما غادوا سردوا وقالوا وما نالوا

 ما يعليك عنهم وأنا شاهد عيان : 

ظنوك تمتزجين في أوصالي

تنطرحين في سجداتي

تنزلقين في سكناتي

تقترحين على الذات

وضع ميزان عدل للقبلات

 وأن تكونين للذات ذاتا 

مجنحة ومورقة في العلا

 بروعة الانفعالات والآهات

 تثورين ضد الأنات والأهواء

وأنا فيك أرنو بأحزاني 

وأشجاني وأرتجيك

قدسا وطهرا ونبلا 

وشمسا وظهرا وصلوات

ونهرا يصب في الأعماق

 بأسرار معللة من ربا قناعاتي 

 علهم لما تكلموا عنك

نعتوك بأوصافٍ مُبَهَّمةٍ

وقد عادوا بافتراءات المساءات

وقد عانوا من بشائر الصباحات

أظنهم قد شاهدوك في تبري

 وفي فنجان قهوة حبري

وجها مختلفا عن الوشوش 

بلا صدمات بلا كدمات بلا نتوءات

وبلا ذوبان وبلا رتوش

رقما مختزلا في الجَنان 

 رمشا مزهوا بسحر العيون

حرفا مبتهجا في القصائد

متأنقا في سخونة البن والقات

مزروعا في قصصك يا دنيا زاد

فسماعة الدش حين تتحممين بها

تكون مملوءة بالعطر والترياق

فصابون العشق فوق جسدك تجليات

يعوم ويسبح الورد فيها بالأمنيات

يثور لعشق ياسمين مسك الفواحات 

وما زلت ألمحك تعبرين من أمامي

 بعباءتك الرمادية في حياء واستكانة

   تبتسمين لكوب الشاي وزهر الجلنار. 

*****************************

د/ معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس، القاهرة، مصر. 

*****************************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماذا يحدث في الارض بقلم مونيا بنيو منيرة

 ماذا يحدث في الأرض  ( الحلقة الأولى ) في هذه الأرض  وعلى ظهرها وعمق غاباتها وبين وديانها وقمم جبالها  مخلوق….  فضله الخالق وصنعه بنفسه  ونف...