'' مرحبا'' بالإختلاف ''
ترمينا الحياة في لجة بحورها تتقاذفنا أمواجها المتلاطمة
كل منا يجذف بأقصى مالديه من قوة ليصل لبر الأمان.
لم نملك قرار وجودنا وإنما فرض علينا نأتي إليها
مكرهين باكيين لنرحل عنها حزانى متمسكين بأخرة
قطرة للحياة.
مختلفون بكل شيء في وجوهناولونها وأسمائنا وأحلامنا
وميولنا وأهدافنا نرتدي عباءة الدين التي وجدناها قد
خيطت لنا دون أن نسأل.
وجدنا بالتأكيد لهدف معين قد رسمه القدر لنا ونمضي
في رحلة البحث عنه
كثيرون يصلون له وآخرون يضلون ويمضون حياتهم
عبثا'' وهم يحاولون إلتقاطه .
مختلفون حقا'' ولكننا رائعون ... بإختلافنا.
فلكل منا شخصيته المميزة التي تضفي على وجوده
ألقا'' ساحرا'' خاصا'' كبصمة إبهامنا.
مختلفون حالنا كحال الطبيعة من حولنا وإختلاف
فصولها ومظاهرها وإختلاف مظاهر الكون لكنه كله
يعمل بإنسجام تام وفق عقل كوني واحد لكل دوره .
أما نحن البشر فمختلفون برؤيتنا ... بفكرنا .. بطموحنا .. بجنسنا .. ولوننا
بأوطاننا .. بثقافتنا .. بعقائدنا الدينية والأجتماعية والسياسية والأقتصادية ، لكننا حتما'' متفقون بإنسانيتنا
التي تجعل من إختلافنا ألوان قوس قزح.
متبانية لكنها جميلة تتداخل وتتشابك لترسم لوحة
جميلة وفق رؤى الحياة وقيمها النبيلة.
رؤية لحياة إنسانية مشتركة ونبيلة تقوم على المحبة
والتعاون والسلام والإزدهار والحياة الكريمة.
نحن في النهاية جوقة موسيقية كل منا عازف يحمل
آلته ليعزف الجميع لحنا'' واحدا'' جميلا'' متناغما'' في
مسرح الحياة الكبير يقودها قائد أوكسترا بارع اختاره
القدر لتزهر الحياة وتتكامل بإختلافنا في دورة للحياة متجددة بإستمرار دون خلافنا الذي يعيق هذا التناغم
ويمنع إستمراره .
فإختلافنا فيما ذكر ليس مبررا'' لوجود الخلاف فلنصفق
جميعا'' للإختلاف ونقول مرحبا'' به.
... ... ... ... ...
بقلمي فاطمة حرفوش ..سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق