يَسْأَلُونِي . . .
وَهَبَتْه الرُّوح وَكُلُّ مَا غَلَا
أَلَم يَكْفِيهِ مَا تَمْلِكُ وَسُلِب . . .
وَمَاذَا أَمَلِكَ حَتَّى أُعْطِيَه
فَمَاذَا أغلا مِنْ الرُّوحِ قَدْ أُهِبٌ . . .
إمْسَح بِيَدَيْك عَن اللَّيَالِى
الأَحْزَان وَالدّمْع عَن الْهُدْب . . .
اليَوم رَأْي الْخَلْق مِني عِشق
وَشَوْقٌ بالقَصيد لَه الْعُجْب . . .
كَيْف أَعُود عَنْ هَذَا وَهَلْ
يَجُوزُ الْعَوْدَة عَنْهُ أَوْ الْهَرَبِ . . .
وعِشقِى لَك قَدْر كَأَنَّه سَهْم
انْطَلَق وَكَأْس قَد اِنْسَكَب . . .
يَسْأَلُونِي أَفِرّ فَلَا أُجِيبُهُم
وَكَيْف أَشْرَد وَأَبْكَى بِلَا سَبَبٍ . . .
مِنْ يَلَمْلَمَ الأشوَاق مِنْ بَيْنِ
الْجُفُون ورَجفَتي وَالتَّعَب . . .
دَع عَيْنَيْك بغمدها وَكَفَى
فَقَد أحرقَتني مِنْهَا الشُّهُب . . .
وَلِيّ قَصَائِد أشواق تُبْكِى
الطَّيْر حِين يَنشُدها بِالْغُرُوب . . .
وبأعمَاقِي يَكْمُن حُنَيْن عَجَزَتْ
عَنْ وَصْفِهِ أَقْلَامٌ كُلّ أَدِيبٌ . . .
جُعِلَت فِى أَيَسُرُّك وَطَنِي فَأَنَا
بِكُلّ أَرْضٍ لَسْت فِيهَا غَرِيبٌ . . .
وكَتَبتَكِ بِريشَتي ورَسَمتك
يَاسمينَة فِى الْإِنْحَاء وَالدُّرُوب . . .
غَابَت النُّجُوم وَكُلّ ماحَولِي
عَدَاكِ أَنْت كَشَمْس لَا تغيبِ . . .
إِسألِي السَّوَاقِي عَنْ الْمَاءِ وَعَنْ
هَمْسَة يَتَغَنَّى بِهَا الْعَنْدَلِيب . . .
(فارس القلم)
بقلمى / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .