ان رؤية الشخص للوجود من حوله تكون بوعي ووزن وادراك عليه ان يكون متفهم لكل ما حوله من خيوط "
كينونة الانسان مصبغه وتائهه في ذاتها الريبية، الله عندما انزل القرآن واتت الرسالات والنبوات خاطب هذه الكينونة بطريقته الالهية الفذة المختلفة التي لا شبه ولا مثل لها انت كقارئ لديك فطرة فاروقيه بين الخطأ والصواب ولكن هذه الفطرة فقيرة لعقل وفهم لتكتمل، وهذا الاكتمال يحتاج الىٰ بيئة تكون خالية من البهيمية الاولىٰ
ليصل الانسان من خلال بصيرته الواعية الى استيعاب المخاطبة الالـٰهيه الموجهه اليه، لكل شيئ ثمن ولفهم رسالات الله ثمن وثمنها ان تتقيه وتمتثل لاوامره، والا كيف ستتلذذ بما في كتابه من نور وهداية بدون تدبر ونظر في الخلق وتصور وتفكر في الكون لكي تلتهم هذه الكلمات الالهية وتدركها وتستشعرها بكينونتك التي حكاها القرآن ووصفها واتسع لها ، فعليك ان تمد خيطك الخاص المكون من ادراك وطاعة وامتثال ليصل اليك حبل الله المتين وتتصل روحك بهذا القرآن الكريم الرسالة الاخيرة اخر كلمات الله الينا من مقدماته وعناوينه وموضوعاته وفصوله ونسبه ووصاياه وخاتمته من بدايته الى نهايته " أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها " لو كانت القلوب عليها اقفال لكانت هذه الاقفال عبارة عن كتلة من الذنوب والنزوات والمفتاح هو المَلكه فإن غابت الملكة غلبت البهيمية والنزوات فحينها يفر التفكر والتدبر فلا تجد معنىٰ للأشياء ولا تجد سيولة كافية للنظر في الكون وفي كينونتك، فخذ مفتاحك وافتح هذا القلب ومد حبلك نحو رسالة الله لتصل
الىٰ الهداية ولتفتح زهنك ولتفرغ قلبك له لينير لك الطريق ويكون لك الصاحب والرفيق.
داوود بلال نوح