المئـــذنـــــــــة
سرق طيفك أنات قيثاري
ارتعشت مسافات لحنٍ
وارتجفت
عصف إعصار ..
وارتحل آمان
صرخات ..
أصوات تناثرت
أزقة الحارة العتيقة
تناثرت ذكرياتها
بعدما اجتاحها صخبٌ
مزّقَ الصمت الكامن
كنا اثنين نتجالس هنا برهة ..
وهنا نمضي ساعات
عند مفرق الرواق
كم لعبنا
على صخرة خلّفها
تاريخ عميق
ذاكرتي ..
آهٍ يا ذاكرتي ..
جدار الدار ما عاد يستر سكانها
وطُرّاق الزقاق تبعثر ملاطه
جفّت عنه قطرات السماء
مجامع أحلام الطفولة
رسمناها
عند كل حجرة
سوداء ..
بيضاء
لعبتنا الطفولية ..
كم من درجات صعدنا ..
وتناثرنا رزاز بحيرة
توسطت فناء المكان
وكم من آذان سمعنا ..
للصلاة هرعنا
تراكضنا ..
تزاحمنا ..
للوقوف خلف الإمام
عند الضريح تنسمنا
نفحات الرحمات
أمام المنبر كم تأملنا
بديع الفن والصفات
ما عاد الدرج مكانه
ما عادت المئذنة
ترفع ذاك النداء
صمت خرير البحرة ..
وضجّ الفناء
رحل المقام ..
وصفات الإبداع
حتى الذكريات
كادت تتشرذم
لولا بعض خيوط شمس
لامست ثنايا العبرات
هل يضيع من ذاكرتنا
حفيف الأطياف ..؟
هل ينفلت الجنوح ..
من قيود الخفقان .. ؟
أحزان ..
تحاملت ..
ركنت ..
سكنت
ملأت آفاق عُمْرٍ
هَدَّهُ الدمّار
ما عدنا نمتشق خيالنا
صهوة ..
ما عدنا نمتهن العشق
واللمسات
رحلت عنا عنفوان
الطفولة ..
والكلمات ..
فمتنا ..
متنا قهراً
على أرصفة القدماء
ورحلت عن سماءنا
السماء .
إبراهيم جنيد
1/5/2013
حين فجّر الإرهابيون مئذنة الجامع الأموي بحلب.