البلم
*
رتبت اموري المادية من فنجان قهوة صباحا.. انعشتني رائحته الزكية ، بجانبه كأس من الماء ،ونظرت الى وريقات الحبق في اصيص صغير فإذا هي نضرة سامقة تطلب رشفة ماء ليصح مزاجها ، وهكذا كان ابتلت وتغنجت وازادد اخضلالها فهي زينة الفقراء والبسطاء والغرباء وربما العشاق.
*
هممت مسكت قلمي وشردت من نافذتي اراقب المارة من سيارات وطلاب وعمال وبقية المخلوقات من طير وشجر وحجر ، كل في همه سادر ، لأن الهموم موزعة على الناس تبدأ من مكاني وتنطلق عبر خطوط الطول والعرض وكانها قمر اصطناعي يراقب ويرسل صورا متشابهة مرت في خاطري
*
أين
المراكب والسماسرة وتجار البشر لينقذوا أطفال اوكرانيا..نسائهم ورجالهم؟
أين
البحر ليركبوه هربا من الجحيم المستعر ؟
أين
تذهب عيونهم الجميلة وشعرهم الأشقر الذهبي المستعار من حقول القمح؟
أين
كل مآسي البشرية من هولاكو الى غوانتناموا وابو غريب، ودير ياسين ،وشاتيلا ، وكيف، ومسارح معلقة بين الارض والسماء لتجارب الأسلحة وفتكها ودقتها في طحن البشر الذي كرمهم الله عن بقية مخلوقاته
*
بدلا من طحن القمح وزراعة المروج بالزهور.
وهناك كلام كثير..كثير.. كله أسرار ودمار مابينحكى ولا بينقال.
*
كل هذا أوقفي وصدمني من كافة محطات العالم المشغولة، بالقمح والجوع والنفط ، وبهذا الحدث الجلل، والاحتمال وارد أن يكبر حلقاته وبدأت صحوة امتلاك السلاح والدمار بالمليارات لأن الخوف يسري في النفوس
*
توقفت عن الكتابة وتخيلت اسرتي وهي تتعمشق جبال اليونان بعد ان وصولها منهكين رعبا من أمواج البحر باليخت الذي يسمى البلم ، ويزداد الدعاء والرجاء
فهي جزيرة لابشر فيها ولا حياة مرمية في البحر تنتظرهم منذ آلاف السنين .
*
احمد أبو حميدة
المانيا /غوسلار
17/03/2022