أمي جنتي
يا جنتي في الأرض وارفة الظلال
في ظل حبك لي وجود كالخيال
لا حب إلا حبك السامي به
أحيا و منه رضعت انبلها الخصال
يا من حملتي على الكراهة نطفة
و كم حملتي عناءها رغم الثقال
و كم احتملتي لأشهر تسع بها
ألم تضيق به من الحمل الجبال
و لكم قسوة عليك قبل ولادتي
بالحمل ركل لا يطاق له احتمال
ولم يلاقي منك غير تبسم
وبشاشة الروح الأنيقة بالجمال
أمي و أمي ثم أمي جنة
بالحب في احضانها راح لبال
عذب الشعور شعورها فبحبها
حب النقاء و هل لها أبدا مثال
هي من روت روحي ببذل عطاءها
بذل سخي بالمقال و بالفعال
كل العناء له مضت و عليه لم
تبدي تضجرها بما عانت محال
كم لي احاطت بالحنان رعاية
بي و اهتمام دافء عذب الوصال
إذا ابتسمت تبسمت و كأنها
ملكت من الدنيا جنوبا للشمال
و إذا رأت لي خاطر متكدر
باتت على هم و غم و انفعال
بملامحي قرأت شعوري دونما
قول فروح الأم دوما باتصال
الأم قنديل الحياة شعورها
و ضياء حب بالشعور لنا مسال
دفق ترقرق في شعاب حياتنا
يجري حنانا في مشاعرنا زلال
أماه يا أماه حبك لم يزل
عبق الوجود و ما يزال و ما يزال
مازلت في عينيك طفل عابث
مهما كبرت وكيف صرت بأي حال
عيناك ترمقني بروعة حبها
و بها تظل طفولتي لي لا انتقال
أنا ذلك الطفل البريء شعوره
تحيطه بحنانها و له تدلل بالدلال
يا أقدس النبضات في هذا المدى
و أجل من بالحق حق لها الجلال
الحب حبك لا مصالح خلفه
و لا توقف عند حد أو مطال
كل الذي اعطيت منك لرده
لك لا انتظار أو به من يقال
انت العطاء و انت بالحب النقاء
انت الوفاء وانت رمز للنضال
انت السماء وانت أرضي والهواء
سحب بقطر الحب في كوني هطال
بقلم
أحمد الشرفي