من نحن؟!
فلنهب ان امامنا رجلان احدهما حي والاخر ميت فجلبنا شعلة من نار بواسطة شمعة فقربناها من اصبع الرجل الحي فماذا سيحدث؟ نعم سيكون هناك ردة فعل قوية لأنه يشعر ، ولكن ماذا ان قربناها من اصبع الرجل الميت ماذا سيحدث نعم لن يفرق الامر تماماً وان اشعلت النار بجسده كاملاً
عقلياً / سنقول نحن كينونة لا مادية اينما وجد بها شعور او حس او وعي وجد الأنسان ، واينما فقدت هذه المعاني المستشعره فقد الانسان ، لذلك سنقول الجسد بعدمية الروح لا شيئ فهو خسر لما اكتسب من قدرة ،
ولنضرب مثالا اخر ، النائم في نومه ليس كالمستيقظ فلو جائت بعوضة ساحبة لدمه لا يشعر لانه بدون شعور ، فهذا يثبت لنا عدة قوانين
[.. نحن نشعر ما دمنا نشعر] [ المادة ليست مصدر الاحساس والألم] [ لا يقتصر وجود الانسان علىٰ تصويره وتشكيلة البشري الادمي]
الجسد لا يتألم ان اصابته شوكة الذي يتألم هو نحن شعورنا ووعينا وحيثية حياتنا الحالية، فأن بنجنا مريض لأجراء عملية جراحية يفقد الوعي ، ولكن جسدة لا يشعر بالالات الحادة لماذا ؟ منطقياً لأن الانسان حينها غير موجود في مادته فأنفرد عنها فتحرر من حدودها المقتصرة
اذاً من نحن ؟! فلنذهب الىٰ الدين وبالتحديد بدء الخلق تحديداً خلق [الخلفة① الانسانية② الادمية③] عندما خلق الله آدم من عدة مراحل حتىٰ صورة ونقصد بالتصوير هنا الشكل الانساني فجعل له زراعان ورجلان ورأس وجسد حينها هل اطلق الله علىٰ ادم انه موجود ؟! والاجابة هي لا ، ولكن لما ؟ تفصل بيننا هنا مسألة حساسة وهي التي ستجيب عن السؤال ونقول اولاً "الله اعلم " عندم خلق الله آدم لم يوصفه بالوجود الا عندما نفخ فيه الروح التي تعد المصدر الغيبي الوحيد في هذه المسألة فقال تعالىٓ لي سورة ص [ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ 72] وهذا هو التشكيل وهذا هو النفخ المختلف تماماً عن الصفة التشكيلية التي تُعد من قبيل الماديات، وصفة النفخ التي تُعاكس هذه الصفات تماماً فعندها وجد #آدم وامر الله الملائكة بالسجود فسجدوا جميعاً الا ابليس قال تعالىٰ [ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73)إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74 ] ولـكن ماذا كان جواب ابليس نعم لقد قال [ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76 ] يثبت لنا جواب ابليس عدة اشياء منها انه رفض السجود للمادة والشكل الادمي المخلوق من #طين حتىٰ تراوحت المراحل فأصبح له جسد وجلد والشكل الذي نحن عليه الان ، يثبت ايضاً ان الله قادر ان يخلقنا من مادة اخرىٰ غير هذا الطين ولـكن فلنهب فرضاً ان الله خلقنا من شيئ آخر هل كان ابليس سيسجد ام لا؟! هذه حكمة الله عز وجل وليس لنا فيها جواب انما نحن ندخل في المرحلة الاولىٰ لندخل فيما نريد ونفهمه كما قال الله تفكروا وتدبروا واعقلوا لنفهم ونتعلم ، لكن ابليس تكبر وطغىٓ ولم يجب الامر ، فلنكمل قوله [ خلقتني من نار ] وقوله [ خلقته من طين ] تدل هذه الكلمات على الشكل والتصوير والمادة التي سيتصور بها المخلوق ، افهم هذا جيداً ☜ ولـكنها ليست #بعدميتها_تُعدم_المخلوق [ اي ان وجود الانسان لا يقتصر علىٰ مادته] ولكي نفهم من نحن فلنسأل نفسنا سؤال ، مات احداً عنا فهل وجوده يقتصر على جسديته [ الاجابة لا يقتصر ] فبذلك احبنا عن سؤالنا الذي بنينا عليه هذا السرد
دينياً / الانسان يفنىٰ جسده ويأكله التراب .
علمياً / لا يقتصر وجودي على تجسيدي المادي لأن النائم يفقد جسديته في حين يمكنه حين نومه ان ييشعر انه يتذوق طعاماً ما او ينظر لأحداً ما او يحكي مع اناس ما فالامر عادياً ويشاهد الموقف تماما على انه حي
ولـكن كيف نعم كيف شاهده وعينه مغمضه وكيف سلم عليه ويديه لا تتحرك كيف يشاهد كل هذا ويراه؟؟؟ فهو نائم والعين مادة وهذه المادة في حين عدميتها لا تعمل فالنائم لا يفتح عينه ولا يشاهد بها اذاً بماذا شاهد هذه الاحلام والرؤيا؟! فمثلاً انت قات لصديقك البارحة رأيتك في حلمي فكيف رأيته وانت مغمض عينيك ، وانظر للفظة #رأيتك فهذه اللفظى تدل حتماً على انك لست مقتصرا على مادتك وجسديتك ، انما انت مخلوق #روحي ثم #مادي #بشري فأنت وانا لا يقتصر وجودنا على جيد من طين فأفهم هذا السرد جيداً وطبقه على النوم والموت والوجود والعدم والبرزخ والاخرة ،
درس في الفلسفة والدين اتمنىٰ ان تدركوه تماماً، فهذا من قبيل الايمان والدين قبل ان يكون فلسفياً بحتاً ، موحهاً اياهُ لكل شاكٍ بمسألة الوجود بعد الموت
داوود في / السرد "الفلسفة"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق