فوقَ الحاجب
عثرتُ على من كانَ بالسرِّ ناهِبي
خيالي وبحري وٱختلاجُ قواربي
لَبِستُ فِراءً بالشتاءِ لأتقي
وفاجأني بالرعدِ صوتُ الثعالبِ
وما وَسِعتْ أرضي الحروفَ بوِردِها
فسفَّرْتُ ما فوقَ النجومِ مكاتبي
أُرافقُ نفساً لا أراها ولا ترى
ولم أدرِ في دُنيايَ من هوَ صاحبي
وتمضي بنا الأعمارُ برقاً كلمْحةٍ
فدُرْ ساعةً عكسَ ٱتجاهِ العقاربِ
وطَوّلْ حياةً كي تعيشَ زِيادةً
وداومْ على قهرِ الزمانِ وغالبِ !
أصدّقتَ ؟ هذا القولُ قولُ مُصدَّعٍ
على غيمةِ الريحِ البعيدةِ غائبِ
فواللهِ ما نالتْ نسورٌ من السما
بأكثرَ مما كانَ قدْرُ المَخالبِ
ونحنُ على مِرآتِنا صورةُ الصدى
وكم عائدٍ للروحِ يا روحُ ذاهبِ ؟!
إذا غيّرَ الأفْقُ الكبير جناحَهُ
رفعتُ على عينِ الحقيقةِ حاجبي
إلى الله أصبو في الحياةِ وفي الردى
وبينَهما ظلٌّ يَحفُّ بجانبي
--
محمد علي الشعار
٢٧-١-٢٠٢٢