بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُـمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَــــوْلاً كَرِيماً . (صَدَّقَ اللهُ الْعَظِيمِ)
حَديثُ نَبَوِيُّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةِ رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولِ اللهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أَمَّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.
اِلْأَمُ
اِلْأَمُ هِي النُّورُ السَّاطِعُ الَّذِي يُنِيرُ الدَّرْبَ لِأَبْنَائها، هِي مَنْبَعُ الْحَنَانِ وَالطُّمَأْنِينَةِ وَالسُّرُورِ، هِي الشَّخْصُ الَّذِي يَرْضَى اللهُ لِرَضَّاهَا، هِي الشَّخْصُ الْوَحِيدُ الَّذِي يُضْحِي بِرَوْحِهِ لِيَفْدِيكَ، هِي الشَّخْصُ الَّذِي لَا يَتَخَلَّى عَنْكَ مَهْمَا حَدَثَ، هِي الشَّخْصُ الَّذِي لَنْ تَسْتَطِيعَ أَنَّ تَوْفِيَةَ حَقِّهِ مَهْمَا فَعَلَتْ
مَنْ مَنَّا يَسْتَطِعْ أَنْ يُنْكِرَ فَضْلُهَا عَلَيْهِ، مَنْ مَنَّا يَسْتَطِعْ أَنْ يُشْعِرَ بِالدِّفْءِ وَالْحَنَانِ فِي حِضْنِ غَيْرِ حِضْنِهَا، فَهِي الْأُمُّ الَّتِي تَعْنَى لَنَا كُلُّ شِيءٍ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ.
إِلَى كُلِّ أَمْ قَدَّمَتْ كُلُّ مَا لَدَيْهَا مِنْ تَضْحِيَاتٍ لِإِسْعَادِ أبْنَائِهَا إِلَى كُلِّ أَمْ لَمْ تَجِدْ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَنْ يَقُولُ لَهَا كُلُّ عَامٍ وَأَنْتَ بِخَيْرِ أَرْجُو أَنْ تَعْتَبِرَنِي اِبْنًا لَهَا وَأَنَّ تَقَبُّلَ مُنَى هَذِهِ الْبَاقَةِ مِنْ أَبِيَّاتِ الشِّعْرِ.
أُمِّيِّ يَامَـــــــنْ جُــــــــعِلْتِي* مِفْتَاحَ بَابِ الْجَــــــــنَّةِ
أَنْتِ وَرْدَةُ الْبُسْــــــــــــتَانِ * أَنْتِ أَنْتِ التَّمْـــرُ حَنَّة
كُنْتِ دَايِمًا تُرَاعِينِي وَأَنَا * أكْبَرُ سِـــــــنَةِ سِـــــــنَة
شَــــــــمْعَة تِنَّـــور حَـيَاتِي* أَنْتِ نِعْمَة أَنْتِ مِنَّـــة
إِلَى كُلِّ أُمْ لَدَيْهَا اِبْنَ عَاقِّ أَرْجُوهَا أَلَا تَغَضُّبٌ عَلَيْهِ وَأَنْ تَدْعُوَ لَهُ بِالْهِدَايَةِ
إلْي أُمِّيِّ الْكَبِيرَةِ مِصْرٌ أَمِ الدُّنْيَا أَقَدَّمَ هَدِيَّتُي الْمُتَوَاضِعَةُ فِي يَوْمِ الْأُمِّ
بِعُنْوَانِ الْأُمِّ الْحَانِيَّةِ وَجَنَّةِ اللهِ فِي الْأرْضِ
أُمِّي وَمِنْ لِلاِبْنِ غَيْرُكِ رَاعِيَةٌ **
مِنْ بَيْنِ خَلْقِ اللهِ أَنْتِ الحَانِيَةْ.
يَا مِصْرُ هَامَ العَقْلُ عِشْقًا مُفَرِّطًا **
وَالقَلْبُ فِي شَوْقٍ وَنَارٍ حَامِيَةْ.
جَسَدِيِّ عَلِيلٌ فِي البُعادِ مُمَزِّقٌ **
فى حِضْنِ أٌمِّي أسْتَمَدُ العَافِيَةْ.
طَيَّبُ الهَوَاءِ بِأَرْضِ مِصْرَ يُرَوِّقُنِي **
وَيَدَاكِ دَوْمًا لِلمُعَذِّبِ شافيةْ.
إنَّي أَرِيَّ كُلَّ الزروعِ بِأَرْضِكِمْ **
أَشْجَارُهَا ذَاتِ القُطُوفِ الدَّانِيَةْ.
كُلُّ ثَانِيَةٍ وَكُلِّ أَمْ عَلِيُّ قَيْدِ الْحَيَاةِ بِألْفِ خَيْرٍ
وَلِأُمِّيٍّ كُلَّ أَمْ فَارَقَتِ الدُّنْيَا نَتَضَرَّعُ إِلَى اللهِ وندعوا لَهَا بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ
بِقَلَمِيٍّ: مُحَمَّدُ الشَّرِيفِ