غربة روح
ومن شرفة الأحزان طلة مشاعري
بليل كئيب الوقت تمضي دقائقه
كأن على صمتي من الهم ركبت
زعانف أكدار بموج تسابقه
وكل محيطات الأسى في خواطري
تجدف من روحي لأقصى مناطقه
و تعصف ظلمات بروحي مقيلة
وظائف أنوار الضحى من مشارقه
و كل نوايا الفرح إن هم همها
لقائي على ثغر بسوم تفارقه
وإن لاح لي ومض من السعد أرعدت
سماء الأسى حولي بإلماع بارقه
لتبزغ في روحي من الضيم غربة
مشاتل إضجار نمت بي حدائقه
ومن أدمعي غيم على الخد قطره
توالى تباع بلل الترب دافقه
و تعبر أفكاري جسور إلى المنى
و لي أوبة منها بهم ترافقه
و كل مساراتي دروب توقفت
على روح إحساس كسير تعانقه
وفي أضلعي جنب من الضيق حاله
ككهف من الظلمات أوطان خافقه
فيا حاضري هل لي من الوقت قادم
ستبسم من ثغر لسعد يصادقه
أم الهم لي وقت بماض و حاضر
و مستقبلي هم ستبقى وثائقه
و مالي على غير الأسى من تواجد
يطل بآفاقي و آت كسابقه
تقهقر أحلام و نصر مؤزر
لكل عناء بي بعمري طوارقه
كسيف الرؤى حالي شقي شعوره
ولي كل جنب أثقل الهم عاتقه
و أنفال أكدار مع فرض كربة
بكل مدار الوقت شدت معالقه
فكفي دروب الشوق سيرا مساره
إلى غاية فيها من الذل شاهقه
و ردي لأحلامي ذهاب ذهابه
سراب له يقفي بآثار خانقه
فلا حل في أرض على الجدب حالها
فلا تنبت الصحراء للزهر باسقه
و كل لقاء الصد للروح جارح
متى شدت الآمال للشوق سائقه
متى تلتقي خل بخيل بوصله
حطام شعور فيك تبقى صواعقه
بقلم
أحمد الشرفي